قال nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان : فلما قضى مقالته وفرغ من الكتاب ، علت أصوات الذين حوله وكثر لغطهم ، فلا أدري ما قالوا ، وأمر بنا فأخرجنا ، فلما خرجت أنا وأصحابي وخلصنا ، قلت لهم : لقد أمر أمر ابن أبي كبشة هذا ملك بني الأصفر يخافه . قال : فوالله ما زلت ذليلا مستيقنا أن أمره سيظهر ، حتى أدخل الله علي الإسلام . / 50 ويروى في خبر nindex.php?page=showalam&ids=12026أبي سفيان أنه قال لقيصر لما سأله عن النبي صلى الله عليه وسلم : أيها الملك ، ألا أخبرك عنه خبرا تعرف به أنه قد كذب ؟ قال : وما هو ؟ قلت : إنه قد زعم لنا أنه خرج من أرضنا أرض الحرم في ليلة ، فجاء مسجدكم هذا مسجد إيلياء ، ورجع إلينا في تلك الليلة قبل الصباح ، [ ص: 347 ] قال : وبطريق إيلياء عند رأس قيصر ، فقال : صدق أيها الملك ، قال : وما علمك بهذا ؟ قال : إني كنت لا أنام كل ليلة حتى أغلق أبواب المسجد ، فلما كانت تلك الليلة أغلقت الأبواب كلها غير باب واحد غلبني ، فاستعنت عليه عمالي ومن يحضرني فلم نستطع أن نحركه ، فكأنما نزاول جبلا ، فدعوت النجارين فنظروا إليه ، فقالوا : هذا باب سقط عليه النجاف والبنيان ، فلا نستطيع أن نحركه حتى نصبح فننظر من أين أتي ، فرجعت وتركت البابين مفتوحين ، فلما أصبح غدوت عليهما ، فإذا الحجر الذي في زاوية المسجد منقوب ، وإذا فيه أثر مربط الدابة ، فقلت لأصحابي : ما حبس هذا الباب الليلة إلا على نبي ، وقد صلى الليلة في مسجدنا هذا . فقال قيصر لقومه : يا معشر الروم ، ألستم تعلمون أن بين عيسى وبين الساعة نبيا بشركم به عيسى ابن مريم ، ترجون أن يجعله الله فيكم ؟ قالوا : بلى ، قال : فإن الله قد جعله في غيركم ، في أقل منكم عددا ، وأضيق منكم بلدا ، وهي رحمة الله ، عز وجل ، يضعها حيث يشاء .