وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=16965ابن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشعر بالجن وهم يستمعون له يقرأ حتى نزلت عليه ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن ) الآية .
وروينا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16493ابن هشام قال : حدثني
خلاد بن قرة بن خالد السدوسي ، وغيره من مشائخ
بكر بن وائل من أهل العلم ؛ أن
أعشى بني قيس بن ثعلبة ، خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الإسلام ، فقال يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا وبت كما بات السليم مسهدا ألا أيهذا السائلي أين يممت
فإن لها في أهل يثرب موعدا وآليت لا آوي لها من كلالة
ولا من حفا حتى تلاقي محمدا متى ما تناخي عند باب ابن هاشم
تراحي وتلقي من فواضله ندى نبيا يرى ما لا ترون وذكره
أغار لعمري في البلاد وأنجدا له صدقات ما تغب ونائل
وليس عطاء اليوم مانعه غدا أجدك لم تسمع وصاة محمد
نبي الإله حين أوصى وأشهدا إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى
ولاقيت بعد الموت من قد تزودا ندمت على أن لا تكون كمثله
فترصد للموت الذي كان أرصدا
فلما كان
بمكة أو قريبا منها اعترضه بعض المشركين من
قريش ، فسأله عن أمره ، فأخبره أنه جاء يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلم ، فقال له : يا
أبا بصير ! فإنه يحرم الزنا .
[ ص: 239 ] فقال
الأعشى : والله إن ذلك لأمر ما لي فيه من أرب . فقال : يا
أبا بصير ، فإنه يحرم الخمر . قال
الأعشى : أما هذه فوالله إن في النفس لعلالات ، ولكني منصرف أرتوي منها عامي هذا ، ثم آتيه فأسلم . فانصرف فمات في عامه ذلك ، ولم يعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قوله : (لا آوي لها من كلالة) أي لا أرق . وفي هذه الأبيات عن غير
nindex.php?page=showalam&ids=16493ابن هشام بعد قوله : أغار لعمري في البلاد وأنجدا :
به أنقذ الله الأنام من العمى وما كان فيهم من يريع إلى هدى
وقوله : فلما كان
بمكة وهم ظاهر ؛ لأن تحريم الخمر إنما كان بعد
أحد ، وفي الأبيات : (فإن لها في أهل
يثرب موعدا) وهو أيضا مما يبين ذلك ، والله أعلم .