6 - فصل
ولا يحل تكليفهم ما لا يقدرون عليه ، ولا تعذيبهم على أدائها ولا حبسهم وضربهم
قال
أبو عبيد : ثنا
أبو معاوية عن
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة عن أبيه ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=10350262وعن nindex.php?page=showalam&ids=8859هشام بن حكيم بن حزام أنه مر على قوم يعذبون في الجزية بفلسطين ، فقال هشام : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن الله يعذب يوم القيامة الذين يعذبون الناس في الدنيا " .
[ ص: 138 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري nindex.php?page=hadith&LINKID=10350263عن nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير : إن nindex.php?page=showalam&ids=360عياض بن غنم رأى نبطا يشمسون في الجزية فقال لصاحبهم : إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن الله تبارك وتعالى يعذب يوم القيامة الذين يعذبون الناس في الدنيا " .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير : إن
nindex.php?page=showalam&ids=8859هشام بن حكيم هو الذي قال ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=360لعياض بن غنم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17211نعيم بن حماد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15550بقية بن الوليد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16230صفوان بن عمرو ، عن
شريح بن عبيد : إن
nindex.php?page=showalam&ids=8859هشام بن حكيم قال ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=360لعياض بن غنم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال
عياض لهشام : قد سمعت ما سمعت ورأيت ما رأيت أولم تسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10350264من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده له علانية ، ولكن ليأخذ بيده فيخلو به ، فإن قبل منه فذاك ، وإلا فقد أدى الذي عليه " .
[ ص: 139 ] قال : وحدثنا
نعيم ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15550بقية بن الوليد عن
nindex.php?page=showalam&ids=16230صفوان بن عمرو عن
عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه : أن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتي بمال كثير - أحسبه قال : من الجزية - فقال : إني لأظنكم قد أهلكتم الناس ، قالوا : لا والله ما أخذنا إلا عفوا صفوا ، قال : بلا سوط ولا نوط ؟ قالوا : نعم ، قال : الحمد لله الذي لم يجعل ذلك على يدي ولا في سلطاني .
قال : وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12153أبو مسهر ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15995سعيد بن عبد العزيز قال : قدم
سعيد بن [ ص: 140 ] عامر بن حذيم على
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فلما أتاه علاه بالدرة ، فقال
سعيد : سبق سيلك مطرك إن تعاقب نصبر ، وإن تعف نشكر وإن تستعتب نعتب ، فقال : ما على المسلم إلا هذا ، ما لك تبطئ بالخراج ؟ فقال : أمرتنا ألا نزيد الفلاحين على أربعة دنانير فلسنا نزيدهم على ذلك ، ولكنا نؤخرهم إلى غلاتهم ، فقال
عمر رضي الله عنه : لا عزلتك ما حييت .
قال
أبو عبيد : وإنما وجه التأخير إلى الغلة للرفق بهم ، ولم أسمع في استيداء الخراج والجزية وقتا من الزمان يجتبى فيه غير هذا .
قال : وثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17070مروان بن معاوية الفزاري عن
خلف مولى آل جعدة عن
[ ص: 141 ] رجل من
آل أبي المهاجر قال : استعمل
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رجلا على عكبراء فقال له على رءوس الملأ : لا تدعن لهم درهما من الخراج ، قال : وشدد عليه القول ، ثم قال : القني عند انتصاف النهار ، فأتاه فقال : إني كنت أمرتك بأمر وإني أتقدم إليك الآن ، فإن عصيتني نزعتك لا تبيعن
[ ص: 142 ] لهم في خراجهم حمارا ولا بقرة ولا كسوة ، شتاء ولا صيفا ، وارفق بهم ، وافعل بهم وافعل بهم .
قال : وحدثني
nindex.php?page=showalam&ids=12180الفضل بن دكين عن
nindex.php?page=showalam&ids=12034سعيد بن سنان عن
عنترة قال : كان
علي يأخذ الجزية من كل ذي صنعة ، من صاحب الإبر إبرا ، ومن صاحب المسان مسان ، ومن صاحب الحبال حبالا ، ثم يدعو العرفاء فيعطيهم الذهب والفضة فيقتسمونه ثم يقول : خذوا هذا فاقتسموه ، فيقولون : لا حاجة لنا فيه ، فيقول : أخذتم خياره وتركتم علي شراره لتحملنه .
قال
أبو عبيد : " وإنما توجه هذا من
علي رضي الله عنه أنه إنما كان يأخذ منهم هذه الأمتعة بقيمتها من الدراهم التي عليهم من جزية رءوسهم ، ولا يحملهم على بيعها ثم يأخذ ذلك من الثمن إرادة الرفق بهم والتخفيف عليهم .
قال : ومثل هذا حديث
معاذ رضي الله عنه حين قال
باليمن :
[ ص: 143 ] ائتوني بحميس أو لبيس آخذه منكم مكان الصدقة ، فإنه أهون عليكم وأنفع للمهاجرين
بالمدينة ، وكذلك فعل
عمر رضي الله عنه حتى كان يأخذ الإبل في الجزية .
وإنما يراد بهذا كله
الرفق بأهل الذمة ، وألا يباع عليهم من متاعهم شيء ولكن يؤخذ مما سهل عليهم بالقيمة ، ألا تسمع إلى قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10350265أو عدله من المعافر ؟ " فقد بين لك ذكر العدل أنه القيمة .
قال : وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17015محمد بن كثير ، عن
أبي رجاء الخراساني عن
جسر قال : شهدت كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى إلى
عدي بن [ ص: 144 ] أرطاة قرئ علينا
بالبصرة : أما بعد : فإن الله سبحانه إنما أمر أن تؤخذ الجزية ممن رغب عن الإسلام ، واختار الكفر عتيا وخسرانا مبينا ، فضع الجزية على من أطاق حملها وخل بينهم وبين عمارة الأرض ، فإن في ذلك صلاحا لمعاشر المسلمين وقوة على عدوهم ، ثم انظر من قبلك من أهل الذمة قد كبرت سنه وضعفت قوته وولت عنه المكاسب ، فأجر عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه فلو أن رجلا من المسلمين كان له مملوك كبرت سنه وضعفت قوته وولت عنه المكاسب كان من الحق عليه أن يقوته حتى يفرق بينهما موت أو عتق ؟ وذلك أنه بلغني أن أمير المؤمنين
عمر رضي الله عنه مر بشيخ من أهل الذمة يسأل على أبواب الناس فقال : ما أنصفناك أن كنا أخذنا منك الجزية في شبيبتك ثم ضيعناك في كبرك ، قال : ثم أجرى عليه من بيت المال ما يصلحه .
قال : وحدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16349عبد الرحمن بن مهدي عن
محمد بن طلحة عن
[ ص: 145 ] داود بن سليمان الجعفي قال : كتب
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز إلى
عبد الحميد بن عبد الرحمن : سلام عليك ، أما بعد : فإن
أهل الكوفة قد أصابهم بلاء وشدة وجور في أحكام وسنن خبيثة سنتها عليهم عمال السوء ، وإن أقوم الدين العدل والإحسان ، فلا يكونن شيء أهم إليك من نفسك أن توطنها الطاعة لله عز وجل ، فإنه لا قليل من الإثم ، وأمرتك ألا تطرق عليهم أرضهم ، وألا تحمل خرابا على عامر ، ولا عامرا على خراب ، ولا تأخذ من الخراب إلا ما يطيق ، ولا من العامر إلا وظيفة الخراج ، في رفق وتسكين لأهل الأرض ، وأمرتك ألا تأخذ في الخراج [ إلا وزن سبعة ليس لها آس ، ولا ] أجور الضرابين ، ولا إذابة الفضة ، ولا هدية النيروز والمهرجان ، ولا ثمن المصحف ، ولا أجور البيوت ، ولا دراهم النكاح ، ولا خراج على من أسلم من أهل الأرض ، فاتبع في ذلك أمري فقد وليتك في ذلك ما ولاني الله ، ولا تعجل دوني بقطع ولا صلب حتى تراجعني فيه ، وانظر من أراد من الذرية الحج فعجل له مائة يتجهز بها والسلام عليك .
قال
عبد الرحمن : قوله ( دراهم النكاح ) يريد به بغايا كان يؤخذ منهن الخراج وقوله ( الذرية ) يريد به من كان ليس من أهل الديوان .