247 - فصل
[
لون لباس أهل الكتاب ] .
وأما لون ما يلبسون من الغيار فإنهم يلبسون الرمادي [ الأدكن ] وهذا غيار الطوائف كلها ،
والنصارى يختصون بالرمادي لقولهم في الكتاب : " ونشد الزنانير على أوساطنا " : وهو " المنطقة " المذكورة في اللفظ الآخر ، فإن الزنانير مناطق
النصارى ولا يكفي شدها تحت ثيابهم بل لا تكون إلا ظاهرة بادية فوق الثياب .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : ويكفيهم أن يغيروا ثوبا واحدا من جملة ما يلبسون .
[ ص: 1309 ] وقال الشيخ
nindex.php?page=showalam&ids=11817أبو إسحاق المروزي : إذا دخلوا الحمام علقوا في رقابهم الأجراس ليعرف أنهم من
أهل الذمة .
قال
أبو القاسم : فأما الأصفر من اللون فإنهم يمنعون من لباسه إذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسه ، وكذلك الخلفاء بعده
عثمان وغيره ، وكان زي
الأنصار ، وبه كانوا يشهدون المجالس والمحافل ، وهو زيهم إلى اليوم إذا دخلوا على الخلفاء فلا يتشبهون برسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه وصحابته فيمنعون من لبسه ولا يمكنون .
قلت : هذا موضع يحتاج إلى بيان وتفصيل ، وهو أن لباس
أهل الذمة الذي يتميزون به عن المسلمين نوعان :
[ الأول : ]
نوع منعوا منه لشرفه وعلوه ، فهذا لا يختلف باختلاف العوائد .
[ والثاني : ]
نوع منعوا منه ليتميزوا به عن المسلمين ، فإذا هجره المسلمون وصار من شعار الكفار لم يمنعوا منه ، فمن ذلك لباس الأصفر والأزرق لما صار من شعارهم فوق الرءوس - والمسلمون لا يلبسونه - لم يمنع منه
أهل الذمة ، فإن المقصود بالغيار ما يميزهم به عن المسلمين بحيث يعرفون أنهم من
أهل الذمة والذلة .
وقد تقدم حديث
خالد بن عرفطة قال : كتب
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الأمصار : أن تجز نواصيهم - يعني
النصارى - ولا يلبسوا لبسة المسلمين حتى يعرفوا .