237 - ومن ذلك قول النبي، صلى الله عليه وسلم:
"عجب ربك من شاب ليست له صبوة".
اعلم أن الكلام في هذا الحديث، كالكلام في الذي قبله، وأنه لا يمتنع إطلاق ذلك عليه، وحمله على ظاهره إذ ليس في ذلك ما يحيل صفاته، ولا يخرجها عما تستحقه، لأنا لا نثبت عجبا هو تعظيم لأمر دهمة استعظمه لم يكن عالما به، لأنه مما لا يليق بصفاته، بل نثبت ذلك صفة كما أثبتنا غيرها من صفاته.
[ ص: 246 ]
فإن قيل: المراد به تعظيم ذلك وتكثيره عند أهله حثا على فعلها، وترغيبا في المبادرة إليها، ويحتمل أن يكون المراد به الرضا له والقبول، لأن من أعجبه الشيء فقد رضيه، ولا يصح أن يعجب مما يسخطه ويكرهه.