260 - وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15772حنبل: قلت nindex.php?page=showalam&ids=12251لأبي عبد الله: ينزل الله، عز وجل، إلى السماء الدنيا؟ قال: نعم، قلت: نزوله بعلمه أم بماذا؟ فقال: اسكت عن هذا وغضب، وقال: مالك ولهذا أمض الحديث على ما روي.
والوجه في ذلك أنه ليس في الأخذ بظاهره ما يحيل صفاته ولا يخرجها عما تستحقه، لأنا لا نحمله على نزول انتقال كما قال: (
وأنزلنا من السماء ماء طهورا ) ولا على أن يخلو منه مكان ويشغل مكان، لأن هذا من صفات الأجسام، بل نطلق القول فيه كما أطلقناه في قوله: (
إنا أنزلناه قرآنا ) وليس يمتنع إطلاق ذلك، وإن لم يكن معقولا في الشاهد، كما
[ ص: 261 ] وصفناه بالحياة وأنه حي بحياة، ولم نصفه بالحركة والانتقال والتحول، وإن كنا نعلم في الشاهد أن الحي لا ينفك عن الحركة والانتقال والتحول، وكذلك قد وصف أمره بالمجيء فقال: (
حتى إذا جاء أمرنا ) ولم يوجب ذلك انتقال في الموضعين، وكذلك جاء الليل وجاء النهار وجاءت الحمى، وإن لم يوجب ذلك انتقال، وكما أطلقنا القول بالاستواء وحمله بعضهم على العلو، ولم يوجب ذلك حدوثه في جهة العلو بعد أن لم يكن، وإن كان حقيقة، "ثم" في اللغة للتراخي، ولا أوجب له الجهة، وإن كان العلو غير السفل كذلك هاهنا.