293 - وقد نص
أحمد على معنى هذا فيما خرجه في الرد على الزنادقة
والجهمية فقال : وأما
قوله جل ثناؤه : ( وروح منه ) يقول : من أمره ، كما
[ ص: 299 ] قال : (
وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه ) أي : من أمره ، وتفسير روح الله إنما معناها أنها روح خلقها الله ، كما يقال عبد الله وسماء الله وأرض الله
[ ص: 300 ]
وأما قوله : " رحمك ربك " حين عطس
آدم عليه السلام ، فإنه يفيد مخاطبته له من غير واسطة ولا ترجمان ، تشريفا له وتعظيما على غيره من المكلمين وأما قوله : " ثم رجع إلى ربه ، فقال : هذه تحيتك " ظاهرة يقتضي رجوعا إلى المكان ، وقد حمله بعضهم على الرجوع إلى الخطاب والمساءلة ، وليس في حمله على المكان ما يحير الصفات وأما قوله : " اخترت يمين ربي " فقد تقدم الكلام فيه ، وقلنا : لا يمتنع إطلاق صفة اليمين عليه كما جاز إطلاق اليدين
[ ص: 301 ] .