309 - ونا
أبو محمد الحسن بن محمد بإسناده ، عن
ربيعة الجرشي : " والسماوات مطويات بيمينه " قال : والأخرى خلو ليس فيها شيء " .
اعلم أنه غير مستحيل إضافة " القبض والبسط " إلى ذاته سبحانه ، كما لم يستحل إضافة خلق آدم بيده إلى ذاته ، والاستواء على عرشه ، وقد عضد ذلك
قوله تعالى : ( والله يقبض ويبسط ) فوصف نفسه بذلك فإن قيل : القبض والبسط راجع إلى القدرة والسلطان .
قيل : هذا غلط لما بينا فيما قبل وأن جميع الأشياء في قدرته وسلطانه ، فلا معنى لتخصيص السماء والأرض بذلك ، ولأنه قال : " يأخذه بيده اليمنى " وفي لفظ آخر : " بشماله " وهذه صفة ذات لا تختص القدرة والسلطان
[ ص: 329 ] فإن قيل : يحتمل أن يكون قوله قبضها بمعنى أفناها ، كقول القائل : قبض الله روح فلان إليه ، أفناها ثم بسطها أي ثم يعيدها على الوجه الذي يريد! قيل هذا غلط لوجهين : أحدهما : أنه قال يقبضها بيده ، ولو كان المراد به الفناء لم يعلقه باليد ، لأن فناء الأشياء لا يختص باليد .