412 - ومنه ما يحكى عن
علي كرم الله وجهه ، أنه قال :
أنا فقأت عين الفتنة يريد بذلك إلزام الحجة ومنه قولهم : عورت عين الأمر ، بضرب من التوسع .
قيل : هذا غلط ، أما الأول : فلأن في الخبر :
" أنه عرج إلى ربه فرد عليه عينه " ولا يكون هذا إلا في عين هي حقيقة ، لأن التخيل لا يحتاج إلى رده وأما الثاني : فإن معنى اللطمة إلزام الحجة فلا يصح لوجهين : أحدهما : أنه لو كان المراد به الحجة لم يخص العين ، لأن الحجة لا تختص العين وإنما تلزم الجملة والثاني : أنه لو كان قد ألزمه الحجة ، لم يعد إلى قبض روحه ، لأن الحجة قد لزمته في ترك قبض روحه ، فلما عاد لقبض روحه ، امتنع أن تكون اللطمة بمعنى إلزام الحجة
[ ص: 441 ] .