من على هذه الدار قاما أو صفا ملبس عليه فداما عج بنا نندب الذين تولوا
باقتياد المنون عاما فعاما فارقوا كهلا وشيخا وهما
ووليدا مؤملا وغلاما وشحيحا جعد اليدين بخيلا
وجوادا مخولا مطعاما سكنوا كل ذروة من أشم
يحسر الطرف ثم حلوا الرغاما يا لحا الله مهلا حسب الدهـ
ـر لؤوم الجفون عنه فناما علقا في يد المنى كلما نال
هوى يبتغيه رام منه مراما هل لنا ، بالغين كل مراد
غير ما يملأ الضلوع طعاما فإذا أعوز الحلال فشل اللـ
ـه كفا جرت إليها الحراما وما لسغاب البطون أحظى لذي المجـ
ـد من القوم يأكلون الحطاما دع على أربع الرخاء رجالا
سكنوا في ربى الرخاء خياما كلما أقحطوا استماروا من العار
وإما صدوا ترووا أثاما
وقم الليل ناجيا خدع الدهـ ـر وإن لم تجد رجالا قياما
واخش ما قيل فيه قد تم فالجلد الذي لا يخاف إلا التماما
أيها الموت كم حططت عليا سامي الطرف أو جذذت سناما
وإذا ما حذرت خلفا وظنوا نجاة من يديك كنت أماما
كم من وعيد يخرق الآذانا كأنما يعنى به سوانا
أصمنا الإهمال بل أعمانا
إخواني : غاب الهدهد عن سليمان فتوعده بلفظ لأعذبنه فيا من يغيب طول عمره عن طاعتنا ، أما تخاف من غضبنا ؟ ! خالف موسى الخضر في طريق الصحبة ثلاث مرات فحل عقدة الوصال بكف : هذا فراق بيني وبينك " أما تخاف يا من لم يف لمولاه أبدا أن يقول في بعض خطاياك : هذا فراق بيني وبينك .لعلك غضبان وقلبي غافل سلام على الدارين إن كنت راضيا
أتغرني آماليه بعد القرون الخاليه
أهل المراتب والمناصـ ـب والقصور العاليه
عادت لهم دنياهم بعد المودة قاليه
[ ص: 202 ] نادت منازلهم قفوا وتأملوا أطلاليه
فغموض باطن حالهم يبديه ظاهر حاليه
كانوا عقودا عطلت منها النحور الحاليه
إني لأذكر معشرا ما النفس عنهم ساليه
فأقول والهفي على تلك الوجوه الباليه
أنسيت يا مغرور أنك ميت أيقن بأنك في المقابر نازل
تفنى وتبلى والخلائق للبلى أبمثل هذا العيش يفرح عاقل
لأمواه الشبيبة كيف غضنه وروضات الصبا في اليبس إضنه
وآمال النفوس معللات ولكن الحوادث يعترضنه
فلا الأيام ترضى من أذاة ولا المهجات من عيش عرضنه
هي الأشباح كالأسماء يجري الـ ـقضاء فيرتفعن ويختفضنه