صفحة جزء
سجع

هذه صفات أقوام كانوا في مراضينا يجتهدون ، ولأعدائنا بصدق ولائنا [ ص: 203 ] يجاهدون ، وفي جادة الجد والاجتهاد يجدون ، وبين الخوف منا والطمع فينا يترددون ، فهم عند شقاء العصاة بالخلاف يسعدون ، وفي جنان الخلود على حياض السعود يردون يطوف عليهم ولدان مخلدون .

وضحت لهم محجة النجاة فساروا ، ولاحت لهم أنوار الهدى فاستناروا ، وعرفوا دار الكريم فطافوا حولها وداروا ، وصانوا مطلوبهم عن الأغيار وغاروا ، ولم يرضوا في حال من الأحوال بالدون يطوف عليهم ولدان مخلدون .

أعددنا لهم القصور والأرائك ، وأخدمناهم الولدان والملائك وأبحناهم الجنان والممالك ، وسلم عليهم في قصور المالك ، وإنما وهبنا لهم جميع ذلك لأنهم كانوا في خدمتنا يجتهدون يطوف عليهم ولدان مخلدون .

استنارت بالتحقيق طريقهم ، وتم إسعادهم وتوفيقهم ، وتحقق بالجد والاجتهاد تحقيقهم ، وساروا صادقين فوضحت طريقهم ، وشرف بهم مصاحبهم ورفيقهم ، لأنهم أخلصوا في طلب ما يقصدون يطوف عليهم ولدان مخلدون .

يا من سبقوه إلى الخيرات وتخلف ، وأذهب عمره في البطالة وتسوف ، وعرف المصير فما عرف النجاة ولا تعرف ، وكلف بالدنيا فإذا طلب الأخرى تكلف ، يا من مرضه قد تمكن من جملته وتصرف ، اطلب الشفاء يا من على شفا هلكة قد أشرف ، وابك على ضلالك في الهوى فالقوم مهتدون يطوف عليهم ولدان مخلدون .

قوله تعالى : بأكواب وأباريق الكوب إناء لا عروة له ولا خرطوم . والأباريق : آنية لها عرى وخراطيم .

التالي السابق


الخدمات العلمية