صفحة جزء
سجع

تركوا لأجلنا لذيذ الطعام ، وساروا يطلبون جزيل الإنعام ، وقاموا في المجاهدة على الأقدام ، وتدرعوا ملابس الأتقياء الكرام ، نشرت لهم بصدقهم الأعلام ، وحلوا حلية الرضا وأحلوا محل التوفيق يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق .

طال ما عطشوا في دنياهم وجاعوا ، وذلوا لسيدهم صادقين وأطاعوا ، وخافوا من عظمته وارتاعوا ، وبأخراهم ما يفنى من دنياهم باعوا ، وحرسوا بضائع التقى فما فرطوا ولا أضاعوا ، وجانبوا ما يشين وصاحبوا ما يليق ، فطاف الولدان على شفاه يبست بالصيام وأتى الريق يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق .

تحملوا أثقال التكليف ، ورفضوا التمادي والتسويف ، وقطعوا طريق الفوز للتشريف ، [ ص: 204 ] وجانبوا موجب العتاب والتعنيف ، فتولاهم مولاهم وحماهم في الطريق ، وأقاموا الولدان تسقيهم من الرحيق بأكواب وأباريق .

قوله تعالى : وكأس من معين الكأس : الإناء بما فيه والمعين : الماء الطاهر الجاري . قال الزجاج : المعين ههنا : الخمر يجري كما يجري الماء على وجه الأرض من العيون .

التالي السابق


الخدمات العلمية