صفحة جزء
سجع

ثمارهم في أشجارهم وافرة ، وفواكههم من العيوب طاهرة ، ووجوههم بأنوار القبول ناضرة ، وعيونهم إلى مولاهم ناظرة ، وقد حازوا شرف الدنيا وفوز الآخرة ، وأجل النعيم أنهم لا يتغيرون وفاكهة مما يتخيرون .

كانوا في أوقات الأسحار ينتبهون ، وبالأسارى في الاعتذار يتشبهون ، وقد تركوا النفاق فما يموهون ، والتزموا الصدق فيما به يتفوهون ، وإذا أموا فضيلة فما ينتهون عنها حتى ينتهون ، فقد فازوا يوم القيامة بما كانوا يطلبون وفاكهة مما يتخيرون .

قوله تعالى : وحور عين قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم : وحور عين بالرفع فيهما . وقرأ حمزة والكسائي بالخفض فيهما . وقرأ أبي بن كعب وعائشة : " وحورا عينا " بالنصب فيهما . قال الزجاج : الذين رفعوا كرهوا الخفض لأنه معطوف على قوله : يطوف عليهم قالوا : والحور ليس مما يطاف به ، ولكنه محفوظ [ ص: 206 ] على غير ما ذهب إليه هؤلاء ، لأن المعنى : يطوف عليهم ولدان بأكواب ينعمون بها ، وكذلك ينعمون بحور عين والرفع أحسن . والمعنى : ولهم حور عين ومن نصب حمله على المعنى ، لأن المعنى يعطون هذه الأشياء ويعطون حورا عينا . ويقال : عين حوراء إذا اشتد بياضها وخلص واشتد سوادها ، ولا يقال : امرأة حوراء إلا أن تكون مع حور عينها بيضاء . والعين : كبار العيون حسانها . قال : ومعنى كأمثال اللؤلؤ : أي صفاؤهن وتلألؤهن كصفاء اللؤلؤ وتلألئه . والمكنون : الذي يخرج من صدفه فلم يغيره الزمان واختلاف أحوال الاستعمال .

" جزاء " منصوب مفعول له ، والمعنى : يفعل بهم ذلك جزاء بأعمالهم . قال : ويجوز أن يكون منصوبا على أنه مصدر ، لأن المعنى : يطوف عليهم ولدان يجازون جزاء بأعمالهم مخلدون .

التالي السابق


الخدمات العلمية