قوله تعالى : نعم العبد إنه أواب هذا نهاية في المدح
أواب : أي رجاع بالتوبة إلى الله مما يقع من سهو وغفلة .
إذ عرض عليه بالعشي وهو ما بعد الزوال
الصافنات وهي الخيل وفيها قولان :
أحدهما القائمة على ثلاثة قوائم وقد أقامت الأخرى على طرف الحافر من يد أو رجل . وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد وابن زيد ، واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج واحتج بقول الشاعر .
ألف الصفون فما يزال كأنه مما يقوم على الثلاث كسيرا
والثاني : أنها القائمة سواء كانت على ثلاث أو غير ثلاث . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : على هذا رأيت العرب ، وأشعارهم تدل على أنها القائم خاصة . واحتج
ابن قتيبة لهذا بقول النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=665049من سره أن يقوم له الرجال صفونا فليتبوأ مقعده من النار .
وأما الجياد فهي السراع في الجري . وفي سبب عرضها عليه أربعة أقوال :
أحدها أنه عرضها لأنه أراد جهاد عدو . قاله
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب . والثاني : أنها أخرجت له من البحر . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : خرجت من البحر وكانت لها أجنحة . والثالث : أنها كانت لأبيه فعرضت عليه . قاله
ابن السائب . [ ص: 242 ] وفي عددها أربعة أقوال :
أحدها : ثلاثة عشر ألفا . قاله
وهب . والثاني : ألف فرس . قاله
ابن السائب . والثالث : عشرون ألفا . قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ومسروق . والرابع : عشرون . قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12402إبراهيم التيمي .
قال المفسرون : لم تزل تعرض عليه إلى أن غابت الشمس ففاتته صلاة العصر ، ولم يذكروه لأنه كان مهيبا لا يبتدئه أحد بشيء ، فلما غابت ذكر فقال :
إني أحببت حب الخير يعني الخيل والمعنى آثرت ذلك على ذكر ربي .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : عن : بمعنى على .
حتى توارت يعني الشمس . قال : وأهل اللغة يقولون لم يجر للشمس ذكر ، ولا أحسبهم أعطوا في هذا الفكر حقه ، لأنه في الآية دليل على الشمس وهو
قوله : بالعشي والمعنى : عرض عليه بعد زوال الشمس ، ولا يجوز الإضمار إلا أن يجري ذكر أو دليل ذكر .