وضح البيان وأنت في غرر الهوى متشاغل ببطالة وتصابي ترتاح في حلل المشيب منعما
أأخذت ميثاقا من الأوصاب كم ناظر قد راق حسنا ناظرا
أبلاه بالآفات شر مصاب لم يغن عنه جماله وكماله
ومقام ملك في أعز نصاب [ ص: 256 ] وأتاه من حرب المنون معاجل
صعب شديد الوهن غير محاب فرأى اكتساب يديه ليس بنافع
ودعا ذويه فكان غير مجاب وحواه لحد ضيق متهدم
يعلوه كرب جنادل وتراب فأفق لنفسك والزمان مساعد
وأطع نصيحك ساعيا لصواب وارجع إلى مولاك حقا تائبا
من قبل أن تعيى برد جواب
تسمع فإن الموت ينذر بالصوت وبادر بساعات التقى ساعة الموت
وإن كنت لا تدري متى أنت ميت فإنك تدري أن لا بد من موت
لا تحسبن الزمان ينسئك الــ ـقرض ولكنه يدا بيد
يعطيك يوما فيقتضيك غدا مريرة من مريرة الحسد
يسرق الشيء من قواك وإن كان خفيا عن أعين الرمد
حالا فحالا حتى يرديك بالكبرة بعد الشباب والغيد
رب حتف بين أثناء الأمل وحياة المرء ظل ينتقل
[ ص: 257 ] لو نجا شيء تحت صارية يهجر السهل ويجبل الجبل
أين من كان خفي شخصه مثل قد السير إلى عض قتل
أين من يسلم من صرف الردى حكم الموت علينا فعدل
وكأنا لا نرى ما قد نرى وخطوب الدهر فينا تنتضل
فرويدا بظلام صبحه فهي الأيام والدهر دول