سجع على قوله تعالى :
الذين هم في صلاتهم خاشعون سبحان من قومهم وأصلحهم ، وعاملوه باليسير فأربحهم ، واعتذروا من التقصير فسامحهم ، وقد أثنى عليهم ومدحهم ، أفتعون الذين هم في صلاتهم خاشعون .
اغتنم القوم الأيام ، واجتنبوا الخطايا والآثام ، وصمتوا عن رديء الكلام ، وصموا عن استماع الحرام ، فكأنهم ما يسمعون
الذين هم في صلاتهم خاشعون .
كفوا الأكف عن الفساد ، وهجرت الرؤوس الوساد ، وحضر القلب للمناجاة وانقاد ، وأنتم في سكر الرقاد وهم يركعون ويسجدون
الذين هم في صلاتهم خاشعون .
[ ص: 310 ] ما أوفى تلك الأحوال ، ما أصفى تلك الخصال ، وما أزكى تلك الأعمال ، جمعوا الهموم فأما الأموال فلا يجمعون
الذين هم في صلاتهم خاشعون .
نقوا بالرياضة وهذبوا ، وابتلوا بفراق المحبوب وجربوا ، وأديروا في فنون التكليف وقلبوا ، فإذا بعدتم يوم الحضور وقربوا فماذا تصنعون
الذين هم في صلاتهم خاشعون .
ما ضر النفوس ما نكا فيها حين نكافيها ، نعفو عنها يوم اللقاء ونعافيها ، وندخلها جنة يروق فيها صافيها ولهم فيها ما يدعون
الذين هم في صلاتهم خاشعون .
نزلوا والله المقام الأمين ، وكتبوا في أصحاب اليمين ، ونالوا كل مثمن ثمين ، وأسكنوا القصور وأعطوا الحور العين ، كلها أبكار ليس فيها عون ، قد عوضوا عن حريق القلق الرحيق ، وأبدلوا عن بريق السيوف الأباريق ، وقوبلت رياضتهم بالروض الأنيق ، فهم يرتعون فيما يربعون
الذين هم في صلاتهم خاشعون .
إخواني : توانيتم وسير القوم حثيث ، وصفت أعمالهم وفعلكم كدر خبيث ، ونصحناكم ولكن قد ضاع الحديث ، وما أراكم تسمعون
الذين هم في صلاتهم خاشعون .
يا ربنا وفقنا لما وفقت القوم ، وأيقظنا يا مولانا من سنة الغفلة والنوم ، وارزقنا الاستعداد لذلك اليوم الذي يربح فيه العاملون
الذين هم في صلاتهم خاشعون وصلى الله على
محمد وآله وصحبه وسلم .