أهوى عليا وإيمان محبته كم مشرك دمه من سيفه وكفا إن كنت ويحك لم تسمع مناقبه
فاسمع مناقبه من " هل أتى " وكفى
وحن إليه الملك عند ولاده وصافح كفاه الندى وهو في المهد
وأحكمه التجريب كهلا ويافعا ينقله من شأو مجد إلى مجد
تنقل منه رتبة بعد رتبة كما ازداد طول الرمح عقدا على عقد
ولم ير إلا الكد راحة نفسه ونيل المنى ينسي الفتى تعب الكد
إذا لاحظ الغايات عادت فريسة مقيدة من ناظر الأسد الورد
لالاؤه ومضاؤه وغناؤه في كل مشهد
فمتى رأى زللا أقا ل وإن رأى خللا تغمد
ويخافه القوم البرا ء ولا أخاف ولا تهدد
لكنه لبس المها بة فالفرائص منه ترعد
وإذا ارتأى فكمن رأى وإذا سها فكمن تفقد
وإذا تأمل أمره فهو الشهاب إذا توقد
هذا لعمرك سؤدد لكنه أيضا مؤكد
إذا المشكلات تصدين لي كشفت حقائقها بالنظر
وإن رقيت في محل الصواب عمياء لا يجليها البصر
مقنعة بغيوب الأمور وضعت عليها صحيح الفكر
لسان كشقشقة الأرحبي أو كلسان الحسام الذكر
القائد الخيل ترغيها شكائعها والمطعم البزل بالذيمومة القاع
ما بات إلا على هم ولا اغتمضت عيناه إلا على عزم وإزماع
خطيب مجمعة تغلي شقاشقه إذا رموه بأبصار وأسماع
يذوق بالعين طعم النوم مضمضة إذا الجبان ملأ عينا بتهجاع
مجلي الكروب وليث الحروب في الرهج الأسطع الأصهب
وبحر العلوم وغيظ الخصوم متى يصطرع وهم يغلب
يقلب في فمه مقولا كشقشقة الجمل المصعب
وكان أخا لنبي الهدى وخص بذاك فلا يكذب
وفي ليلة الغار وافى النبي عشاء إلى الفلق الأشهب
وبات دوينه في الفراش موطن نفس على الأصعب
وعمرو بن ود وأحزابه سقاهم حسا الموت في يثرب
وسل عنه خيبر ذات الحصون تخبرك عنه وعن مرحب
وسبطاه جدهما أحمد فبخ فبخ بجدهما والأب
كريم النجار عفيف الإزار حوى المكرمات وشادا الفخارا
أعاد وأبدى وللفضل أسدى وللقرن أردى وللريح بارى
كريم الصنيعة ضخم الدسيعة سهل الشريعة لم يأت عارا
[ ص: 363 ] غنى للفقير ونعم النصير إذا المستجير إليه استجارا
يخوض الغمار ويحمي الذمار ويبني الفخار ويرعى الجوارا
اشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيك
ولا تجزع من الموت إذا حل بواديك