السجع على قوله تعالى :
إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار
المعنى : تشخص أبصار الخلائق لظهور الأهوال فلا تغمض .
الويل لأهل الظلم من ثقل الأوزار ، ذكرهم بالقبائح قد ملأ الأقطار ، يكفيهم أنهم قد وسموا بالأشرار ، ذهبت لذاتهم بما ظلموا وبقي العار ، وداروا إلى دار العقاب وملك الغير الدار ، وخلوا بالعذاب في بطون تلك الأحجار ، فلا مغيث ولا أنيس ولا رفيق ولا جار ، ولا راحة لهم ولا سكون ولا مزار ، سالت دموع أسفهم على مسلفهم كالأنهار ، شيدوا بنيان الأمل فإذا به قد انهار ، أما علموا أن الله جار المظلوم ممن جار ، فإذا قاموا في
[ ص: 76 ] القيامة زاد البلاء على المقدار
سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار لا يغرنك صفاء عيشهم كل الأخير أكدار
إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار .