صفحة جزء
الكلام على قوله تعالى :

ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم النحر بمكة : " دماؤكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض " .

أخبرنا هبة الله بن الحصين ، أنبأنا الحسن بن علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، حدثنا محمد بن عبيد ، حدثنا الأعمش ، عن شقيق ، قال : قال عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء " .

قال أحمد : وحدثنا أبو النضر ، حدثنا إسحاق بن سعيد ، عن أبيه ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لن يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما " .

انفرد بإخراج هذا الحديث البخاري واتفقا على الذي قبله .

أخبرنا علي بن عبيد الله ، أخبرنا أبو الحسين بن النقور ، أخبرنا أبو حفص الكناني ، حدثنا البغوي ، حدثنا محمد بن عباد المكي ، حدثنا حاتم يعني ابن إسماعيل ، عن بشير يعني ابن المهاجر ، عن ابن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لقتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا " .

واعلم أن الله عز وجل اختار هذا اليوم لاستشهاد الحسين .

أخبرنا ابن الحصين ، أخبرنا ابن المذهب ، أخبرنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، حدثنا أبو النضر ، حدثنا مهدي ، عن محمد بن أبي يعقوب ، عن ابن [ ص: 417 ] أبي نعم ، قال جاء رجل إلى ابن عمر وأنا جالس عنده فسأله عن دم البعوض فقال له : ممن أنت ؟ قال : من أهل العراق . قال : انظروا إلى هذا يسأل عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " هما ريحانتاي من الدنيا " .

انفرد بإخراجه البخاري .

أخبرنا الكروخي ، أنبأنا أبو عامر الأزدي . وأبو بكر الغورجي ، أنبأنا الجراحي ، حدثنا المحبوبي ، حدثنا الترمذي حدثنا محمود بن غيلان ، حدثنا أبو داود الحفري ، عن سفيان ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن ابن أبي نعم ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " .

قال الترمذي : هذا حديث صحيح .

أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا الجوهري ، حدثنا ابن معروف ، حدثنا ابن صاعد ، حدثنا يوسف بن موسى القطان ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن عاصم بن بهدلة ، عن أبي ذر ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هذان ابناي فمن أحبهما فقد أحبني " يعني الحسن والحسين عليهما السلام . أخبرنا علي بن عبد الله ، أخبرنا علي بن أحمد بن البشري ، أخبرنا عبيد الله بن محمد بن ريطة إذنا ، قال : حدثني أبو صالح محمد بن أحمد ، حدثنا محمد بن عبيد الله البصري ، حدثنا عبيد الله بن محمد العبسي ، حدثنا أبان بن أبي عياش ، عن شهر بن حوشب ، عن أم سلمة ، قالت : كان جبريل عند النبي صلى الله عليه وسلم وحسين معي فبكى فتركته فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخذته فبكى فأرسلته فذهب إليه فقال له جبريل : أتحبه يا محمد فقال : نعم . فقال : إن أمتك ستقتله فإن شئت أريتك تربة أرضه التي يقتل بها . فبسط جناحه إلى الأرض التي يقتل بها يقال لها كربلاء وأخذ بجناحه فأراه إياه . قال حماد : فأخبرني أبان أو غيره أن الحسين لما نزل كربلاء شم الأرض وسألهم عن اسمها فقالوا : كربلاء ، فقال كرب وبلاء فقتل بها .

[ ص: 418 ] وروى عبد الله بن نجي ، عن أبيه أنه سار مع علي عليه السلام وكان صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين نادى علي : اصبر أبا عبد الله ، اصبر أبا عبد الله بشط الفرات . قلت : وما ذاك ؟ قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان قلت : يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان ؟ قال : قام من عندي جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات وقال لي : هل لك أن أشمك من تربته قلت : نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا .

التالي السابق


الخدمات العلمية