[ ص: 81 ] المجلس السادس
في قصة ثمود
الحمد لله الذي مهد لطالبيه سبيلا واضحا ، وكم ابتعث نبيا مرشدا ناصحا ، فأرسل
آدم غاديا على بنيه بالتعليم ورائحا فخلفه شيث ثم
إدريس ، وجاء
نوح نائحا ، وأمر
هودا بهداية عاد فلم يزل مكادحا
وإلى ثمود أخاهم صالحا .
أحمده ما بدا برق لائحا ، وأصلي على رسوله
محمد ما دام الفلك سابحا ، وعلى صاحبه
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق ، وقل في الصديق مادحا ، وعلى
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر الفاروق الذي لم يزل بنور الحق لامحا ، وعلى
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان وأعجب بمثل دمه طائحا ، وعلى
nindex.php?page=showalam&ids=8علي وأعلن بفضائله صائحا ، وعلى عمه
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس وما زال عرف طيبه نافحا .
قال الله تعالى : وإلى ثمود أخاهم صالحا .
ثمود : هو ابن عابر بن إرم بن سام بن نوح ، أرسل إلى أولاده وهو :
صالح بن عبيد بن أنيف بن ماشح بن عبيد بن جادر بن ثمود .
والثمد : الماء القليل الذي لا مادة له ، وإنما قال " أخاهم " لأنه من قبيلتهم .
قال يا قوم اعبدوا الله أي " وحدوه " فلم يزدهم دعاؤه إلا طغيانا ، فقالوا : ائتنا بآية فاقترحوا عليه ناقة ، فأخرجهم إلى صخرة ملساء فتمخضت تمخض الحامل ، ثم انفلقت عن ناقة على الصفة التي طلبوها ، ثم انفصل عنها فصيل فقال ذروها
تأكل في أرض الله أي ليس عليكم مؤنتها ولا علفها ، وتأكل مجزومة على جواب الشرط المقدر ، والمعنى إن تذروها تأكل .
ولا تمسوها بسوء والسوء في القرآن على عشرة أوجه :
أحدها : الشدة
يسومونكم سوء العذاب ، والثاني : الزنا :
ما علمنا عليه من سوء ، والثالث : البرص
تخرج بيضاء من غير سوء ، والرابع : العذاب
لا يمسهم السوء ، والخامس : الشرك
ما كنا نعمل من سوء ، والسادس : السب
[ ص: 82 ] وألسنتهم بالسوء ، والسابع : الضر
ويكشف السوء ، والثامن : الذنب
يعملون السوء بجهالة ، والتاسع : القتل والهزيمة
لم يمسسهم سوء ، والعاشر : العقر
ولا تمسوها بسوء .
فكانت تشرب ماء الوادي كله في يوم وتسقيهم الدر مكانه .