سجع على قوله تعالى : لقد كنت في غفلة من هذا
كأنك بالعمر قد انقرض ، وهجم عليك المرض ، وفات كل مراد وغرض ، وإذا بالتلف قد عرض أخاذا
لقد كنت في غفلة من هذا .
شخص البصر وسكن الصوت ، ولم يمكن التدارك للفوت ، ونزل بك ملك الموت ، فسامت الروح وحازى
لقد كنت في غفلة من هذا .
عالجت أشد الشدائد ، فيا عجبا مما تكابد ، كأنك قد سقيت سم الأساود فقطع أفلاذا
لقد كنت في غفلة من هذا .
بلغت الروح إلى التراقي ، ولم تعرف الراقي من الساقي ، ولم تدر عند الرحيل ما تلاقي ، عياذا بالله عياذا
لقد كنت في غفلة من هذا .
[ ص: 620 ] ثم درجوك في الكفن وحملوك إلى بيت العفن ، على العيب القبيح والأفن ، وإذا الحبيب من التراب قد حفن ، وصرت في القبر جذاذا
لقد كنت في غفلة من هذا .
وتسربت عنك الأقارب تسري ، تقد في مالك وتفري ، وغاية أمرهم أن تجري دموعهم رذاذا
لقد كنت في غفلة من هذا .
قفلوا الأقفال وبضعوا البضاعة ، ونسوا ذكرك يا حبيبهم بعد ساعة ، وبقيت هناك إلى أن تقوم الساعة ، لا تجد وزرا ولا معاذا
لقد كنت في غفلة من هذا .
ثم قمت من قبرك فقيرا ، لا تملك من المال نقيرا ، وأصبحت بالذنوب عقيرا ، فلو قدمت من الخير حقيرا صار ملجأ وملاذا ،
لقد كنت في غفلة من هذا .
ونصب الصراط والميزان ، وتغيرت الوجوه والألوان ، ونودي : شقي فلان بن فلان ، وما ترى للعذر نفاذا
لقد كنت في غفلة من هذا .
كم بالغ عذولك في الملام ، وكم قعد في زجرك وقام ، فإذا قلبك ما استقام ، قطع الكلام على ذا
لقد كنت في غفلة من هذا .
وصلى الله على محمد وآله وصحبه .
[ ص: 621 ]