ثم إن الله تعالى اتخذه خليلا ، وفي سبب ذلك ثلاثة أقوال .
أحدها : إطعامه الطعام ، وكان لا يأكل إلا مع ضيف ، روى
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
يا جبريل لم اتخذ الله إبراهيم خليلا ؟ قال : لإطعامه الطعام .
والثاني : أن الناس أصابتهم سنة فأقبلوا إلى باب
إبراهيم يطلبون الطعام ، وكانت له ميرة من صديق له
بمصر في كل سنة ، فبعث غلمانه بالإبل إلى صديقه فلم يعطه شيئا ، فقالوا : لو احتملنا من هذه البطحاء ليرى الناس أنا قد جئنا بميرة ، فملؤوا الغرائر رملا ، ثم أتوا إلى
إبراهيم فأعلموه ، فاهتم لأجل الخلق .
فنام ، وجاءت
سارة وهي لا تعلم ما كان ، ففتحت الغرائر فإذا دقيق حوارى فأمرت الخبازين فخبزوا وأطعموا الناس ، فاستيقظ
إبراهيم فقال : من أين هذا الطعام ؟ فقالت : من عند خليلك المصري . فقال : لا ، بل من عند خليلي الله ، فحينئذ اتخذه الله خليلا .
رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12045أبو صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
والثالث : اتخذه الله خليلا لكسره الأصنام وجداله قومه . قاله
مقاتل . [ ص: 95 ] أخبرنا
محمد بن أبي طاهر البزار ، أنبأنا
أبو محمد الحريري ، أنبأنا
أبو عمر بن حيوة ، أنبأنا
أحمد بن معروف ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14060الحارث بن أبي أسامة ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16964محمد بن سعد ، حدثنا
هشام بن محمد ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12044أبي صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما قال :
لما اتخذ الله إبراهيم خليلا ونبأه وله يومئذ ثلاثمائة عبد أعتقهم لله وأسلموا ، فكانوا يقاتلون معه بالعصي .