أستغفر المولى فقد ذهبت شيم الملوك وربنا الملك لم يحمهم مما ألم بهم
ما جمعوا قدما وما ملكوا لم ينفع المثرين ما جمعوا
منها ولا الطاغين ما سفكوا فليفرح الصلحاء إذ صلحوا
وليندم الفتاك إذ فتكوا ميزت جسومهم حياتهم
وأتاهم المقدار فالتبكوا إن الملوك إذا هم احتضروا
ودوا هنالك أنهم نسكوا فإذا أسائل عن لداتي
فالأخبار تجمع أنهم هلكوا وعلمت أين مضى الخليط فما
أنا بالمنادي أية سلكوا وعجبت من نفسي إذا ضحكت
ومن الأنام إذا هم ضحكوا رحل الأعزة عن ديارهم
أهون بما أخذوا وما تركوا والمال بين الناس مقتسم
والحق للأرواح مشترك وتغرنا الدنيا المسيئة والآمال
والآجال تعترك ونفوسنا كحمائم وقعت
للصائدين ودونها الشبك متبصرات في حبائلها
ووهى جناح ضمه الشرك لله سبحت الجواهر
والأعراض والأنوار والفلك وتقدس الظلمات خالقها
والشهب أفراد ومشتبك خشعت لباريها البسيطة والأجبال
والقيعان والنبك وتحدثت عنه الطوالع والأبراج
والسكان والحرك والحوت مجد في النجوم كما
في الزاخرات يمجد السمك والبيض والصفر الفواقع والمحمر
والمسود والحلك والطير والوحش الرواتع
والجني والإنس والملك
نادت بوشك رحيلك الأيام أفأنت تسمع أم بك استصمام
[ ص: 39 ] تأتي الخطوب وأنت منتبه لها فإذا مضت فكأنها أحلام]
أتضحك أيها العاصي ومثلك بالبكا أحرى
وبالحزن الطويل على الذي قدمته أولى
نسيت قبيح ما أسلفت والرحمن لا ينسى
فبادر أيها المسكين قبل حلول ما تخشى
بإقلاع وإخلاص لعل الله أن يرضى
أخي إنما الدنيا محلة نغصة ودار غرور آذنت بفراق
تزود أخي من قبل أن تسكن الثرى وتلتف ساق للممات بساق
يا ليت شعري ما ادخرت ليوم بؤسك وافتقارك
فلتنزلوا بمنزل تحتاج فيه إلى ادخارك
أفنيت عمرك باغترارك ومناك فيه بانتظارك
[ ص: 40 ] ونسيت ما لا بد منه وكان أولى بادكارك
ولو اعتبرت بمن مضى لكفاك علما باعتبارك
لك ساعة تأتيك من ساعات ليلك أو نهارك
فتصير محتضرا بها فتهي من قبل احتضارك
من قبل أن تقلى وتقصى ثم تخرج من ديارك
من قبل أن تتشاغل الزوار عنك وعن مزارك
يا لاهيا بالمنايا قد غره الأمل وأنت عما قليل سوف ترتحل
تبغي اللحوق بلا زاد تقدمه إن المخفين لما شمروا وصلوا
لا تركنن إلى الدنيا وزخرفها فأنت من عاجل الدنيا ستنتقل
أصبحت ترجو غدا يأتي وبعد غد ورب ذي أمل قد خانه الأمل
هذا شبابك قد ولت بشاشته ما بعد شيبك لا لهو ولا جدل
ماذا التعلل بالدنيا وقد نشرت لأهلها صحة في طيها علل