صفحة جزء
وأقام يعقوب عند يوسف أربعا وعشرين سنة في أهنأ عيش ، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى يوسف أن يحمله إلى الشام حتى يدفنه عند أبيه إسحاق ، ففعل .

ثم إن يوسف عليه السلام رأى أن أمره قد تم فقال : توفني مسلما وأوصى إلى يهوذا .

فتلمحوا علو قدر يعقوب ببلائه وعز يوسف في صبره ، وليكن حظكم من هذه القصة إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين .

وليتفكر العاصي في لذات فنيت وتبعات بقيت ، وليتدبر الصابر لذة مديحة ثبتت ومرارة مصابرة خلت ، والأمر بآخره وللعواقب يعمل المتيقظ .

[ ص: 155 ] رزقنا الله وإياكم صبرا يزيننا ، وعصمة من هوى يشيننا إنه إن فعل سلمت دنيانا وديننا ، إنه قريب مجيب .

التالي السابق


الخدمات العلمية