[ ص: 23 ] ولهذا كان الصحيح أن
أول واجب يجب على المكلف شهادة أن لا إله إلا الله ، لا النظر ، ولا القصد إلى النظر ، ولا الشك ، كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم . بل أئمة السلف كلهم متفقون على أن أول ما يؤمر به العبد الشهادتان ، ومتفقون على أن من فعل ذلك قبل البلوغ لم يؤمر بتجديد ذلك عقيب بلوغه ، بل يؤمر بالطهارة والصلاة إذا بلغ أو ميز عند من يرى ذلك . ولم يوجب أحد منهم على وليه أن يخاطبه حينئذ بتجديد الشهادتين ، وإن كان الإقرار بالشهادتين واجبا باتفاق المسلمين ، ووجوبه يسبق وجوب الصلاة ، لكن هو أدى هذا الواجب قبل ذلك .
وهنا مسائل تكلم فيها الفقهاء : فمن
صلى ولم يتكلم بالشهادتين ، أو أتى بغير ذلك من خصائص الإسلام ، ولم يتكلم بهما ، هل يصير مسلما أم لا ؟ والصحيح أنه يصير مسلما بكل ما هو من خصائص الإسلام . فالتوحيد أول ما يدخل به في الإسلام ، وآخر ما يخرج به من الدنيا ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=964175من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة . وهو أول واجب وآخر واجب .