وقوله : ( ( وتفسيره على ما أراد الله وعلمه ) ) إلى أن قال : ( ( لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا ) ) أي كما فعلت
المعتزلة بنصوص الكتاب والسنة في الرؤية ، وذلك
تحريف لكلام الله وكلام رسوله عن مواضعه . فالتأويل الصحيح هو الذي يوافق ما جاءت به السنة ، والفاسد المخالف له . فكل تأويل لم يدل عليه دليل من السياق ، ولا معه قرينة تقتضيه ، فإن هذا لا يقصده المبين الهادي بكلامه ، إذ لو قصده لحف بالكلام قرائن تدل على المعنى المخالف لظاهره ، حتى لا يوقع السامع في اللبس والخطأ ، فإن الله أنزل كلامه بيانا وهدى ، فإذا أراد به خلاف ظاهره ، ولم يحف به قرائن تدل على المعنى الذي يتبادر غيره إلى فهم كل أحد ، لم يكن بيانا ولا هدى . فالتأويل إخبار بمراد المتكلم لا إنشاء .
وفي هذا الموضع يغلط كثير من الناس ، فإن المقصود فهم مراد
[ ص: 226 ] المتكلم بكلامه ، فإذا قيل : معنى اللفظ كذا وكذا ، كان إخبارا بالذي عناه المتكلم ، فإن لم يكن الخبر مطابقا كان كذبا على المتكلم .