أما الأول : فإن
نفاة الصفات أدخلوا نفي الصفات في مسمى التوحيد ، nindex.php?page=showalam&ids=15658كالجهم بن صفوان ومن وافقه ، فإنهم قالوا : إثبات
[ ص: 25 ] الصفات يستلزم تعدد الواجب ، وهذا القول معلوم الفساد بالضرورة ، فإن إثبات ذات مجردة عن جميع الصفات لا يتصور لها وجود في الخارج ، وإنما الذهن قد يفرض المحال ويتخيله وهذا غاية التعطيل .
وهذا القول قد أفضى بقوم إلى
القول بالحلول أو الاتحاد ، وهو أقبح من كفر
النصارى ، فإن
النصارى خصوه بالمسيح ، وهؤلاء عموا جميع المخلوقات .
ومن فروع هذا التوحيد : أن
فرعون وقومه كاملو الإيمان ، عارفون بالله على الحقيقة .
ومن فروعه : أن عباد الأصنام على الحق والصواب ، وأنهم إنما عبدوا الله لا غيره .
ومن فروعه : أنه لا فرق في التحريم والتحليل بين الأم والأخت والأجنبية ، ولا فرق بين الماء والخمر ، والزنا والنكاح ، والكل من عين واحدة ، لا بل هو العين الواحدة .
ومن فروعه : أن الأنبياء ضيقوا على الناس ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .