قوله : ( فإن ربنا جل وعلا موصوف بصفات الوحدانية ، منعوت بنعوت الفردانية ، ليس في معناه أحد من البرية ) .
ش : يشير الشيخ رحمه الله إلى
تنزيه الرب تعالى بالذي هو وصفه كما وصف نفسه نفيا وإثباتا . وكلام الشيخ مأخوذ من معنى سورة الإخلاص . فقوله : موصوف بصفات الوحدانية مأخوذ من قوله تعالى :
قل هو الله أحد . وقوله : منعوت بنعوت الفردانية ، من قوله تعالى :
الله الصمد لم يلد ولم يولد . وقوله : ليس في معناه أحد من البرية من قوله تعالى :
ولم يكن له كفوا أحد . وهو أيضا مؤكد لما تقدم من إثبات الصفات ونفي التشبيه . والوصف والنعت مترادفان ،
[ ص: 260 ] وقيل : متقاربان . فالوصف للذات ، والنعت للفعل ، وكذلك الوحدانية والفردانية . وقيل في الفرق بينهما : إن الوحدانية للذات ، والفردانية للصفات ، فهو تعالى متوحد في ذاته ، متفرد بصفاته . وهذا المعنى حق ولم ينازع فيه أحد ، ولكن في اللفظ نوع تكرير . وللشيخ نظير هذا التكرير في مواضع من العقيدة ، وهو بالخطب والأدعية أشبه منه بالعقائد ، والتسجيع بالخطب أليق . و
ليس كمثله شيء ( الشورى : 11 ) . أكمل في التنزيه من قوله : ليس في معناه أحد من البرية .