وتوحيد الإلهية متضمن لتوحيد الربوبية دون العكس . فمن لا يقدر على أن يخلق يكون عاجزا ، والعاجز لا يصلح أن يكون إلها . قال تعالى :
أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ( الأعراف : 191 ) . وقال تعالى :
أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون ( النحل : 17 ) . وكذا قوله تعالى :
قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ( الإسراء : 42 ) .
وفيها للمتأخرين قولان :
أحدهما : لاتخذوا سبيلا إلى مغالبته .
والثاني ، وهو الصحيح المنقول عن السلف ، كقتادة وغيره ، وهو الذي ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير لم يذكر غيره : لاتخذوا سبيلا بالتقرب إليه ، كقوله تعالى :
إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا ( الدهر : 29 ) . وذلك أنه قال :
لو كان معه آلهة كما يقولون وهم
[ ص: 42 ] لم يقولوا : أن العالم له صانعان ، بل جعلوا معه آلهة اتخذوهم شفعاء ، وقالوا :
ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ( الزمر : 3 ) ، بخلاف الآية الأولى .