وقوله : وكل شيء يجري بمشيئة الله وعلمه وقضائه وقدره - يريد بقضائه القضاء الكوني لا الشرعي ،
فإن القضاء يكون كونيا وشرعيا ، وكذلك الإرادة والأمر والإذن والكتاب والحكم والتحريم والكلمات ، ونحو ذلك .
أما القضاء الكوني ، ففي قوله تعالى :
فقضاهن سبع سماوات في يومين [ فصلت : 12 ] .
والقضاء الديني الشرعي ، في قوله تعالى :
وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه [ الإسراء : 23 ] .
[ ص: 657 ] وأما الإرادة الكونية والدينية ، فقد تقدم ذكرها عند قول الشيخ : ولا يكون إلا ما يريد .
وأما الأمر الكوني ، ففي قوله تعالى :
إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون [ يس : 82 ] . وكذا قوله تعالى :
وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا [ الإسراء : 16 ] في أحد الأقوال ، وهو أقواها .
والأمر الشرعي ، في قوله تعالى : "
إن الله يأمر بالعدل والإحسان الآية [ النحل : 90 ] . وقوله :
إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها [ النساء : 58 ] .
وأما الإذن الكوني ، ففي قوله تعالى :
وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله [ البقرة : 102 ] . والإذن الشرعي ، في قوله تعالى :
ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله [ الحشر : 5 ] .
وأما الكتاب الكوني ، ففي قوله تعالى :
وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير [ فاطر : 11 ] . وقوله تعالى :
ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون [ الأنبياء : 105 ] .
والكتاب الشرعي الديني ، في قوله تعالى :
وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس [ المائدة : 45 ] .
ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام [ البقرة : 183 ] .
[ ص: 658 ] وأما الحكم الكوني ، ففي قوله تعالى عن ابن
يعقوب عليه السلام :
فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين [ يوسف : 80 ] . وقوله تعالى :
قال رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون [ الأنبياء : 112 ] . والحكم الشرعي ، في قوله تعالى :
أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد [ المائدة : 1 ] . وقال تعالى :
ذلكم حكم الله يحكم بينكم [ الممتحنة : 10 ] .
وأما التحريم الكوني ، ففي قوله تعالى : "
قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض [ المائدة : 26 ] . "
وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون [ الأنبياء : 95 ] . والتحريم الشرعي ، في قوله : "
حرمت عليكم الميتة والدم [ المائدة : 3 ] . و (
حرمت عليكم أمهاتكم ) الآية [ النساء : 23 ] .
وأما الكلمات الكونية ، ففي قوله تعالى :
وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا [ الأعراف : 137 ] . وفي قوله صلى الله عليه وسلم : أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر .
[ ص: 659 ] والكلمات الشرعية الدينية ، في قوله تعالى :
وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن [ البقرة : 124 ] .