قوله : ( والله تعالى يستجيب الدعوات ، ويقضي الحاجات ) .
ش : قال تعالى : "
وقال ربكم ادعوني أستجب لكم [ غافر : 60 ] .
وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان [ البقرة : 186 ] . والذي عليه أكثر الخلق من المسلمين وسائر أهل الملل وغيرهم - : أن
الدعاء من أقوى الأسباب في جلب المنافع ودفع المضار ، وقد أخبر تعالى عن الكفار أنهم إذا مسهم الضر في البحر
[ ص: 677 ] دعوا الله مخلصين له الدين ، وأن الإنسان إذا مسه الضر دعاه لجنبه أو قاعدا أو قائما . وإجابة الله لدعاء العبد ، مسلما كان أو كافرا ، وإعطاؤه سؤله - : من جنس رزقه لهم ، ونصره لهم . وهو مما توجبه الربوبية للعبد مطلقا ، ثم قد يكون ذلك فتنة في حقه ومضرة عليه ، إذ كان كفره وفسوقه يقتضي ذلك . وفي سنن
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لم يسأل الله يغضب عليه . وقد نظم بعضهم هذا المعنى ، فقال :
الرب يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يسأل يغضب
[ ص: 678 ] قال
ابن عقيل :
قد ندب الله تعالى إلى الدعاء ، وفي ذلك معان :
أحدها : الوجود ، فإن من ليس بموجود لا يدعى .
الثاني : الغنى ، فإن الفقير لا يدعى .
الثالث : السمع ، فإن الأصم لا يدعى .
الرابع : الكرم ، فإن البخيل لا يدعى .
الخامس : الرحمة ، فإن القاسي لا يدعى .
السادس : القدرة ، فإن العاجز لا يدعى .
ومن يقول بالطبائع يعلم أن النار لا يقال لها : كفي ! ولا النجم يقال له : أصلح مزاجي ! ! لأن هذه عندهم مؤثرة طبعا لا اختيارا ، فشرع الدعاء وصلاة الاستسقاء ليبين كذب أهل الطبائع .