وقوله : وبين
التشبيه والتعطيل - تقدم أن الله سبحانه وتعالى يحب أن يوصف بما وصف به نفسه ، وبما وصفه به رسوله ، من غير تشبيه ، فلا يقال : سمع كسمعنا ، ولا بصر كبصرنا ، ونحوه ، ومن غير تعطيل ، فلا ينفى عنه ما وصف به نفسه ، أو وصفه به أعرف الناس به : رسوله صلى الله عليه وسلم ، فإن ذلك تعطيل ، وقد تقدم الكلام في هذا المعنى .
ونظير هذا القول قوله فيما تقدم : ومن لم يتوق النفي والتشبيه ، زل ولم يصب التنزيه . وهذا المعنى مستفاد من قوله تعالى :
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير [ الشورى : 11 ] . فقوله :
ليس كمثله شيء - رد على المشبهة ، وقوله :
وهو السميع البصير - رد على المعطلة .