[ ص: 86 ] وكذلك قال خلق كثير من أئمة السلف :
علامة الجهمية تسميتهم أهل السنة مشبهة ، فإنه ما من أحد من نفاة شيء من الأسماء والصفات إلا يسمي المثبت لها مشبها ، فمن أنكر أسماء الله بالكلية من غالية الزنادقة ،
القرامطة والفلاسفة ، وقال : إن الله لا يقال له : عالم ولا قادر - : يزعم أن من سماه بذلك فهو مشبه ، لأن الاشتراك في الاسم يوجب الاشتباه في معناه ، ومن أثبت الاسم وقال : هو مجاز ، كغالية
الجهمية ، يزعم أن
من قال : إن الله عالم حقيقة ، قادر حقيقة : فهو مشبه ، ومن أنكر الصفات وقال : إن الله ليس له علم ولا قدرة ولا كلام ولا محبة ولا إرادة - قال لمن أثبت الصفات : إنه مشبه ، وإنه : مجسم . ولهذا كتب نفاة الصفات ، من
الجهمية والمعتزلة والرافضة ونحوهم ، كلها مشحونة بتسمية مثبتة الصفات مشبهة ومجسمة ، ويقولون في كتبهم : إن من جملة المجسمة قوما يقال لهم : المالكية ، ينسبون إلى رجل يقال له :
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس ، وقوما يقال لهم الشافعية ، ينسبون إلى رجل يقال له :
محمد بن إدريس ! حتى الذين يفسرون القرآن منهم ،
كعبد الجبار ، nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري ، وغيرهما ، يسمون كل من أثبت شيئا من الصفات وقال
[ ص: 87 ] بالرؤية - مشبها ، وهذا الاستعمال قد غلب عند المتأخرين من غالب الطوائف .