قوله : ( ليس منذ خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا بإحداثه البرية استفاد اسم الباري ) ش : ظاهر كلام الشيخ رحمه الله أنه يمنع تسلسل الحوادث في الماضي ، ويأتي في كلامه ما يدل على أنه لا يمنعه في المستقبل ، وهو قوله
والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان أبدا ولا تبيدان ، وهذا مذهب الجمهور كما تقدم . ولا شك في فساد قول من منع ذلك في الماضي والمستقبل ، كما ذهب إليه
الجهم وأتباعه ، وقال بفناء الجنة والنار ، لما يأتي من الأدلة إن شاء الله تعالى .
[ ص: 110 ] وأما قول من قال بجواز حوادث لا أول لها ، من القائلين بحوادث لا آخر لها - فأظهر في الصحة من قول من فرق بينهما ، فإنه سبحانه لم يزل حيا ، والفعل من لوازم الحياة ، فلم يزل فاعلا لما يريد ، كما وصف بذلك نفسه ، حيث يقول :
ذو العرش المجيد فعال لما يريد ( البروج : 15 - 16 ) .