قوله : ( ولم يخف عليه شيء قبل أن يخلقهم ، وعلم ما هم عاملون قبل أن يخلقهم ) .
ش :
فإنه سبحانه يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن أن لو كان كيف يكون ، كما قال تعالى :
ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ( الأنعام : 28 ) . وإن كان يعلم أنهم لا يردون ، ولكن أخبر أنهم لو ردوا لعادوا ، كما قال تعالى :
ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ( الأنفال : 23 ) . وفي ذلك رد على
الرافضة والقدرية ، والذين قالوا : إنه لا يعلم الشيء قبل أن يخلقه ويوجده . وهي من فروع مسألة القدر ، وسيأتي لها زيادة بيان ، إن شاء الله تعالى .
قوله : ( وأمرهم بطاعته ، ونهاهم عن معصيته ) .
ش : ذكر الشيخ الأمر والنهي ، بعد ذكره الخلق والقدر ، إشارة
[ ص: 133 ] إلى أن الله تعالى خلق الخلق لعبادته ، كما قال تعالى :
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ( الذاريات : 56 ) ، وقال تعالى :
الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ( الملك : 2 ) .