وقوله ( ( وما ) ) أي وفي الذي أو الأشياء أي والهول الذي ( ( أتى ) ) عن الصادق المصدوق ( ( في ذا ) ) اسم إشارة يرجع إلى ما تقدم من
فتنة البرزخ والقبور ( ( من الأمور ) ) المهولة العجيبة والأشياء الصعبة الغريبة فإنه حق لا يرد . ( منها )
سؤال الملكين منكر ونكير فالإيمان بذلك واجب شرعا لثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أخبار يبلغ مجموعها مبلغ التواتر ، وقد استنبط ذلك واستدل عليه بقوله تعالى
يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء وأخرج الشيخان في حديث
nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026287قال في قوله تعالى يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت نزلت في عذاب القبر - زاد
مسلم "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026288يقال له من ربك فيقول ربي الله ونبيي محمد " فذلك قوله
يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت وفي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026289إذا قعد المؤمن في قبره أتي ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله " يثبت الله " الآية . وفي
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عن
البراء أيضا مرفوعا "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026290يقال للكافر من ربك فيقول لا أدري فهو تلك الساعة أصم أعمى أبكم فيضرب بمرزبة لو ضرب بها جبل لصار ترابا " الحديث . وعند
أبي داود "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026291يأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك ؟ فيقول ربي الله ، فيقولان له ما دينك ؟ فيقول ديني الإسلام ، فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقولان له وما يدريك ؟ فيقول قرأت كتاب الله تعالى فآمنت به وصدقت ، فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة وألبسوه من الجنة ، ويفسح له فيه مد بصره "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026292وقال في الكافر فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك ؟ فيقول هاه هاه لا أدري - إلى أن [ ص: 6 ] قال فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار قال فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه . وفي الصحيحين من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026293إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم ، أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل - لمحمد صلى الله عليه وسلم - فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار وقد أبدلك الله مقعدا من الجنة ، قال فيراهما جميعا - يعني المقعدين - قال قتادة ذكر لنا أنه يفسح له في قبره - وأما المنافق والكافر فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول لا أدري ، كنت أقول ما يقول الناس ، فيقال لا دريت ولا تليت ويضرب بمطراق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعه من يليه من غير الثقلين . زاد
أبو داود nindex.php?page=hadith&LINKID=1026294أن المؤمن يقال له ما كنت تعبد ؟ فإن هداه الله تعالى قال كنت أعبد الله ، فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول هو عبد الله ورسوله ، قال فما يسأل عن شيء غير هذا . وزاد أيضا فيقول دعوني حتى أبشر أهلي فيقال له اسكن ، وذكر الكافر أنه يسأل عما كان يعبد ثم عن هذا الرجل . وفي الصحيحين أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم كسفت الشمس "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026295ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريبا من فتنة الدجال ، يؤتى أحدكم فيقال له ما علمك بهذا الرجل ؟ فأما المؤمن أو الموقن فيقول محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا ، فيقال له نم صالحا فقد علمنا إن كنت لموقنا ، وأما المنافق والمرتاب فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته " . وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد بلفظ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026296ولقد رأيتكم تفتنون في قبوركم يسأل الرجل ما كنت تقول وما كنت تعبد " نحو ما سبق . وقد روي أيضا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه أخرجه
الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه وأخرجه أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني أيضا وفيه "
أتاه " منكر ونكير أعينهما مثل قدور النحاس وأنيابهما مثل صياصي [ ص: 7 ] البقر - أي قرونها - وأصواتهما مثل الرعد القاصف ، وروي أيضا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد أيضا ومن حديث
أبي سعيد رضي الله عنه أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد أيضا ومن حديث أمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12706أبو بكر الخلال في كتاب السنة وفيه
أنه صلى الله عليه وسلم قال له كيف أنت يا عمر إذا كنت من الأرض في أربعة أذرع في ذراعين ورأيت منكرا ونكيرا " قلت يا رسول الله وما منكر ونكير ؟ قال " فاتنا القبر يبحثان الأرض بأنيابهما ويطآن في أشعارهما أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف ومعهما مرزبة لو اجتمع عليها أهل منى لم يطيقوا رفعها هي أيسر عليهما من عصاي هذه " قلت يا رسول الله وأنا على حالي هذه ؟ قال نعم ، فقلت إذا أكفيكهما " وفي رواية : "
فامتحناك فإن التويت ضرباك بها ضربة صرت رمادا " وأخرجه
الإسماعيلي من وجه آخر . وروي أيضا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في صحيحه وفيه
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026299قال عمر أترد علينا عقولنا يا رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه وسلم " نعم كهيئاتكم اليوم " فقال عمر رضي الله عنه بفيه الحجر " . ومن حديث
أبي موسى رضي الله عنه رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد وغير هؤلاء وروي عن
مجاهد أن الموتى يفتنون في قبورهم سبعا فكانوا يستحبون أن يطعم عنهم تلك الأيام . وقد ذكرنا في كتابنا البحور الزاخرة في علوم الآخرة ما لعله يشفي ويكفي .