( الرابع )
ظواهر الآثار وأقوال العلماء أن
كيفية الوزن في الآخرة خفة وثقلا مثل كيفيته في الدنيا ، ما ثقل نزل إلى أسفل ثم يرفع إلى عليين ، وما خف طاش إلى أعلى ثم نزل إلى سجين ، وبه صرح جموع منهم
القرطبي .
وقال بعض المتأخرين : بل الصفة مختلفة ، وإن عمل المؤمن إذا رجح صعد وسفلت سيئته ، والكافر تسفل كفته لخلو الأخرى عن الحسنات ، ثم تلا قوله تعالى : (
والعمل الصالح يرفعه ) .
وذكر بعضهم في صفة الوزن أن تجعل جميع
[ ص: 189 ] أعمال العباد في الميزان في مرة واحدة ، الحسنات في كفة النور ، وهي يمين العرش جهة الجنة ، والسيئات في كفة الظلمة ، وهي عن يساره جهة النار ، ويخلق الله لكل
إنسان علما ضروريا يدرك به خفة أعماله وثقلها .
وقيل : بل علامة الرجحان عمود نور يقوم في كفة الحسنات حتى يكسو كفة السيئات ، وعلامة الخفة عمود ظلمة يقوم من كفة السيئات حتى يكسو كفة الحسنات لكل أحد وبالله التوفيق .