( ( فكن مطيعا واقف أهل الطاعة في الحوض والكوثر والشفاعة ) )
( ( فكن ) ) أيها الناظر لنظامي السامع لكلامي ( ( مطيعا ) ) لما جاءت به الأخبار ، وصحت بمقتضاه الآثار ، من صريح المنقول وصحيح المعقول ( ( واقف ) ) أمر من قفوته قفوا وقفوا تبعته كتقفيته واقتفيته ، أي : اتبع في اعتقادك واقصد في نهجك وارتيادك ( ( أهل الطاعة ) ) من فرقة أهل السنة والجماعة ، فإنها الفرقة الناجية والعصابة التي لكل فوز راجية ، والطاعة اسم من أطاعه يطيعه فهو مطيع ، وطاع له يطوع ويطيع ، فهو طائع ، أي : أذعن وانقاد ، والاسم الطاعة ، وقيل : طاع إذا انقاد ، وأطاع إذا تبع الأمر ولم يخالفه ( ( فيه ) ) اعتقاد إثبات ( ( الحوض ) ) الذي تقدم ذكره بالأحاديث الصحيحة ، والنصوص الصريحة ، وتقدم دعاء الصحابي على من كذب به أن الله لا يسقيه منه .
ومر في الأحاديث : أن من أحدث في هذا الدين لا يسقى منه ، وكفى بإنكار السنة الصحيحة الصريحة حدثا وبدعة ( ( و ) ) اقف
أهل السنة والجماعة في إثبات ( ( الكوثر ) ) وهو فوعل من الكثرة ، والواو زائدة ، ومعناه الخير الكثير ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026744سئل ما الكوثر " ذاك نهر أعطانيه الله - عز وجل - يعني في الجنة ، أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، فيه طير أعناقها كأعناق الجزر " قال عمر : - رضي الله عنه : إن هذه لناعمة ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " أكلتها أنعم منها " رواه
الترمذي ، وقال : حديث حسن .
وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026745بينا أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك ، قال : وضرب الملك بيده فإذا طينه مسك أذفر " وفي صحيح
مسلم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15175المختار بن فلفل عن
أنس أيضا - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه
[ ص: 204 ] وسلم قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026746الكوثر نهر في الجنة ، وعدنيه ربي - عز وجل - " وفي
الترمذي عن
عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026747الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ، ومجراه على الدر والياقوت ، تربته أطيب من المسك ، وماؤه أحلى من العسل ، وأبيض من الثلج " قال
الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .
قال الإمام
المحقق بن القيم في كتابه ( حادي الأرواح إلى منازل الأفراح ) عن
مجاهد في قوله تعالى : (
إنا أعطيناك الكوثر ) قال : الخير الكثير ، قال : وقال
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك - رضي الله عنه : نهر في الجنة ، وقالت
عائشة - رضي الله عنها : نهر في الجنة ليس أحد يدخل إصبعيه في أذنيه إلا سمع خرير ذلك النهر . قال الإمام
ابن القيم : وهذا معناه والله أعلم أن خرير ذلك النهر شبه الخرير الذي يسمعه حين يدخل إصبعيه في أذنيه . انتهى .
وجاء في التفسير أن الكوثر القرآن والنبوة ، والكوثر في غير هذا الرجل الكثير العطاء كما في النهاية .
( ( و ) ) اقف أهل الطاعة واتبع
أهل السنة والجماعة في ( ( الشفاعة ) ) وهي لغة : الوسيلة والطلب ، وعرفا : سؤال الخير للغير ، كذا عرفها بعضهم ، والحق أنها مشتقة من الشفع الذي ضد الوتر ، فكأن الشافع ضم سؤاله إلى سؤال المشفوع له ، من شفع يشفع بفتح العين المهملة شفاعة ، فهو شافع وشفيع ، والمشفع بكسر الفاء الذي يقبل الشفاعة ، والمشفع الذي تقبل شفاعته .