( تنبيهات )
( الأول ) تقدم الكلام على
رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - لذي العزة والجبروت والإنعام ، واختلاف الصحابة والتابعين فمن بعدهم في ذلك ، ومما ينبغي أن يعلم أن الخلاف المذكور إنما هو في وقوعها ، لا في إمكانها وجوازها إذ هي جائزة عقلا ونقلا ، أما العقل فواضح ، وأما النقل فما كان كليم الرحمن ليسأل المستحيل ، هذا مما لا يظنه من عرف منصب النبوة فضلا عن الرسول فضلا عن أحد أولي العزم من الرسل ، ليت شعري من جهل الواجب والجائز والمستحيل على الله تعالى ما علم ؟ هذا مما لا يتصوره مؤمن بالله ورسله يرى الحق ويتبعه أبدا ، ثم إن رؤية الباري جل شأنه
[ ص: 285 ] واقعة للمؤمنين في الآخرة قطعا كما مر ، وأما من ادعاها في الدنيا يقظة لغير نبينا - صلى الله عليه وسلم - على ما في ذلك من الخلاف فهو ضال ، بل قال
الكواشي في تفسيره في سورة النجم : ومعتقد
رؤية الله تعالى هنا يعني في الدنيا بالعين لغير
محمد - صلى الله عليه وسلم - فزنديق ، فلو قال : إني أرى الله عيانا في الدنيا ، ويكلمني شفاها كفر . انتهى .
ونقل عن
المهدوي المفسر أنه كفر مدعي الرؤية . هذا ، وقد نقل جماعة الإجماع على أنها لا تحصل للأولياء في الدنيا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12795الشيخ أبو عمرو بن الصلاح وأبو شامة : إنه لا يصدق مدعي الرؤية في الدنيا يقظة ، فإن شيئا منع منه
موسى كليم الله عليه الصلاة والسلام ، واختلف في حصوله لنبينا
محمد - صلى الله عليه وسلم - كيف يسمح به لمن لم يصل لمقامهما مما لا يتوقف فيه أنه لا يحصل لآحاد الناس . وقد اختلف في رؤية الله تعالى مناما والحق جوازها ، وبالله التوفيق .