( الخامس ) : الصحيح المعتمد أن
الإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة ، هذا الذي اعتمده أكثر أهل العلم ، وقيل : كان الإسراء وحده في ليلة ثم كان هو والمعراج في ليلة أخرى ، والأول هو الذي ذهب إليه أكثر أهل العلم من المحدثين والمفسرين والفقهاء والمتكلمين . وإنما كانا يقظة
بالروح والجسد جميعا - لا في المنام - من
مكة إلى
المسجد الأقصى الذي هو في
بيت المقدس ، إلى السماوات العلى إلى سدرة المنتهى إلى حيث شاء الله العلي الأعلى .
قال أهل الحق : وهذا هو الحق من غير امتراء ، وعليه يدل القرآن نصا ، وصحيح الأخبار إلى السماوات استفاض استفاضة تكاد تبلغ التواتر أو بلغته ، ولا يعدل عن الظاهر في الأخبار الواردة في ذلك ، ولا عن الحقيقة المتبادرة إلى الأذهان من ألفاظها إلى التأويل إلا عند الاستحالة ، وتعذر حمل اللفظ على حقيقته ، وليس ثم استحالة تؤذن بالتأويل
[ ص: 289 ] فلا جرم وجب اعتقاده على ظاهره مع تفويض علم ما دق إلى الحق ، وبالله التوفيق .