( ( وبعده الفاروق من غير افترا وبعده عثمان فاترك المرا ) )
( ( وبعده ) ) أي
بعد nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق الأعظم أي يليه في الفضيلة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ( ( الفاروق ) ) سماه بهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أسلم ، لأن الله فرق به بين الحق والباطل ، فهو
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح - بكسر الراء وبالياء التحتية فحاء مهملة - بن عبد الله بن قرط - بضم القاف وسكون الراء فطاء مهملة - بن رزاح - بفتح الراء والزاي فحاء مهملة بعد الألف - بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي ، وأمه
حنتمة - بفتح الحاء المهملة فنون ساكنة فتاء مثناة [ ص: 318 ] فوقية مفتوحة فميم فتاء تأنيث - بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وقال
ابن الأثير : بنت
هشام ، قال : ويعرف
هاشم بذي الرمحين ، قال وقال الأمير بن ماكولا : ومن قال بنت
هشام فقد أخطأ ، كذا قال ، وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في منتخب المنتخب : إنها
بنت هشام ، وهي أخت أبي جهل عمرو بن هشام فأبو جهل خال
عمر - رضي الله عنه - . كنيته
أبو حفص كناه بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر لما نهى عن قتل رجال
بني هاشم ، فإنهم إنما خرجوا مكرهين ، فقال
أبو حذيفة : والله لئن لقيت
العباس لألجمنه السيف ، فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك فقال : "
يا أبا حفص يضرب وجه عم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالسيف " فقال : والله إنه لأول يوم كناني فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
بأبي حفص ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي وغيره ، والحفص في اللغة ولد الأسد . وسبب تلقيبه بالفاروق ما رواه الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في سيرة العمرين عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهم - قال : سألت
عمر - رضي الله عنه - لأي شيء سميت
بالفاروق ؟ فذكر حديث إسلامه ، وأخرج
أبو نعيم في الدلائل
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : سألت
عمر لأي شيء سميت الفاروق ؟ قال : أسلم
حمزة قبلي بثلاثة أيام ، وسبب إسلام
حمزة أن
أبا جهل أسرع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسبه ويؤذيه ، فأخبر
حمزة بذلك ، فأخذ قوسه ، وعمد المسجد إلى حلقة قريش التي فيها
أبو جهل ، فاتكأ على قوسه مقابل
أبي جهل فنظر إليه ، فعرف
أبو جهل الشر في وجهه فقال : ما لك يا
أبا عمارة ؟ فرفع القوس وضربه به فشجه فسالت الدماء ، فأصلحت ذلك
قريش مخافة الشر ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مختفيا في دار
الأرقم المخزومي ، فانطلق
حمزة فأسلم قال
عمر - رضي الله عنه - وخرجت بعده بثلاثة أيام ، فإذا فلان المخزومي فقلت : أرغبت أنت عن دين آبائك واتبعت دين
محمد ؟ قال : إن فعلت فقد فعله من هو أعظم عليك حقا ، قلت : ومن ؟ قال : أختك وختنك ، فانطلقت فوجدت هينمة ، فدخلت فقلت : ماذا ؟ فما زال الكلام بيننا حتى أخذت برأس أختي فضربته وأدميته ، فقامت إلي أختي فأخذت برأسي ، وقالت : قد كان ذلك على رغم أنفك ، وقد أدميت رأسها ، فاستحييت حين رأيت الدماء فجلست ، وقلت : أروني
[ ص: 319 ] هذا الكتاب فقالت (
لا يمسه إلا المطهرون ) فقمت واغتسلت ، فأخرجوا لي صحيفة ، فإذا فيها ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قلت : أسماء طيبة طاهرة ، وفيها : (
طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) إلى قوله تعالى : (
له الأسماء الحسنى ) فعظمت في صدري ، وقلت : من هذا نفرت
قريش ؟ فأسلمت .
وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك - رضي الله عنه - عند
أبي يعلى والحاكم والبيهقي قال :
خرج عمر متقلدا سيفه ، فلقيه رجل من بني زهرة ، فقال : إلى أين تعمد يا عمر ؟ فقال : أريد أن أقتل محمدا ، قال : وكيف تأمن في بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمدا ؟ قال : ما أراك إلا وقد صبوت . قال : أفلا أدلك على العجب ؟ إن ختنك وأختك قد صبوا وتركا دينك ، فمشى عمر فأتاهما وعندهما خباب ، فلما سمع بحس عمر توارى في البيت ، فدخل عمر فقال : ما هذه الهينمة ؟ وكانوا يقرءون طه ، قالا : ما عدا حديثا تحدثناه بيننا . قال : فلعلكما قد صبوتما . فقال له ختنه : يا عمر إن كان الحق في غير دينك ؟ فوثب عليه عمر فوطئه وطأ شديدا ، فجاءت أخته لتدفعه عن زوجها ، فنفحها نفحة بيده ، فدمي وجهها ، فقالت وهي غضبى : وكان الحق في غير دينك إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله . فقال عمر : أعطوني الكتاب الذي هو عندكم فأقرأه - وكان يقرأ الكتاب - . فقالت أخته : إنك رجس ، وإنه لا يمسه إلا المطهرون ، فقم واغتسل أو توضأ . فقام وتوضأ ، ثم أخذ الكتاب فقرأ ( طه ) حتى انتهى إلى ( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري ) ، فقال عمر : دلوني على محمد . فلما سمع خباب قول عمر خرج ، وقال : أبشر يا عمر ، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الخميس : " اللهم أعز الإسلام nindex.php?page=showalam&ids=2بعمر بن الخطاب ، أو بعمرو بن هشام " وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الدار التي في أصل الصفا ، فانطلق عمر حتى أتى الدار ، وعلى بابها حمزة وطلحة وناس ، فقال حمزة : هذا عمر إن يرد الله به خيرا يسلم ، وإن يكن غير ذلك يكن قتله علينا هينا ، قال والنبي - صلى الله عليه وسلم - يوحى إليه ، فخرج حتى أتى عمر ، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف ، فقال : أما أنت بمنته يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد [ ص: 320 ] بن المغيرة ؟ فقال عمر : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك عبد الله ورسوله . وفي حديث
البزار nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني وأبي نعيم والبيهقي في الدلائل ، عن أسلم نحوه وفيه : فكبر المسلمون تكبيرة سمعت بفجاج
مكة ، فجئت خالي
أبا جهل بن هشام ، وكان شريفا ، فقرعت عليه الباب ، فقال : من هذا ؟ قلت :
ابن الخطاب وقد صبوت . قال : لا تفعل ، ثم دخل وأجاف الباب دوني . وفي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عند
أبي نعيم في الدلائل
nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر ، فقلت :
يا رسول الله ألسنا على الحق ؟ قال : بلى . قلت ففيم الاختفاء ؟ فخرجنا صفين أنا في أحدهما ، وحمزة في الآخر ، حتى دخلنا المسجد ، فنظرت قريش إلى حمزة ، فأصابتهم كآبة شديدة ، فسماني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفاروق يومئذ ، وفرق بين الحق والباطل . وأخرج
ابن سعد عن
ذكوان قال : قلت
لعائشة - رضي الله عنها - :
من سمى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر الفاروق ؟ قالت : النبي - صلى الله عليه وسلم - . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026939لما أسلم عمر نزل جبريل ، فقال : يا محمد لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر . وأخرج
البزار والحاكم وصححه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : لما أسلم
عمر قال المشركون : قد انتصف القوم اليوم منا . وأنزل الله تعالى : (
يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ) . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : ما زلنا أعزة منذ أسلم
عمر . وأخرج
ابن سعد عنه أيضا قال : كان إسلام
عمر فتحا ، وكانت هجرته نصرا ، وكانت إمامته رحمة ، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصل إلى البيت حتى أسلم
عمر ، قاتلهم حتى تركوا سبيلنا .
وقال
حذيفة : لما أسلم
عمر كان الإسلام كالرجل المقبل لا يزداد إلا قوة ، ولما قتل كان الإسلام كالرجل المدبر لا يزداد إلا بعدا . وكان إسلام أمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في السنة السادسة من البعثة ، وعمره يومئذ سبع وعشرون سنة ، وكان إسلامه بعد تسعة وثلاثين رجلا أو أربعين أو خمسة وأربعين وإحدى عشرة امرأة ، ففرح المسلمون بإسلامه ، وظهر الإسلام
بمكة عقب إسلامه .
وقد وردت الأحاديث الكثيرة ، والأخبار الشهيرة بفضائله ، ففي الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه
[ ص: 321 ] وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026940يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك " . وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026941لقد كان في من كان قبلكم من الأمم محدثون ، فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر " . أي ملهمون . وأخرجه
مسلم أيضا من حديث
عائشة - رضي الله عنها - ولفظه قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026942قد كان يكون في الأمم محدثون ، فإن يكن في أمتي أحد nindex.php?page=showalam&ids=2فعمر بن الخطاب " . ورواه
الترمذي وقال : حديث حسن صحيح . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة : محدثون أي مفهمون . وقال
ابن وهب : تفسير محدثون ملهمون . وأخرج
الترمذي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026943إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه " . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر : وما نزل بالناس أمر قط فقالوا وقال إلا نزل القرآن على نحو ما قال
عمر . وأخرج
الترمذي أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026944لو كان بعدي نبي لكان عمر " . وأخرج من حديث
عائشة قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026945إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس فروا من عمر " . وفي الصحيحين
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026946سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليهم قمص ، فمنها ما يبلغ الثدي ، ومنها ما يبلغ دون ذلك ، وعرض علي nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره - قالوا : فما أولته يا رسول الله ؟ قال : الدين " . وفي الصحيحين وغيرهما من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026947بينا أنا نائم رأيتني في الجنة ، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر ، فقلت لمن هذا ؟ قالوا : لعمر ، فذكرت غيرته فوليت مدبرا " . فبكى عمر - رضي الله عنه - وقال : عليك أغار يا رسول الله ؟ وفي
الترمذي عن
أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026948دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب ، فقلت : لمن هذا ؟ فقالوا : لشاب من قريش ، فظننت أني أنا هو ، قالوا : nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب " . وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - : ما على وجه الأرض أحد أحب إلي من
عمر . أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر وقيل
لأبي بكر :
[ ص: 322 ] ماذا تقول لربك وقد وليت
عمر ؟ قال : أقول له : وليت عليهم خيرهم . أخرجه
ابن سعد . وقال
علي - رضي الله عنه - : إذا ذكر الصالحون فحي هلا
بعمر ، ما كنا نعد أن السكينة لا تنزل إلا على لسان
عمر . أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الأوسط ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود - رضي الله عنه - : لو أن علم
عمر وضع في كفة ووضع علم أحياء الأرض في كفة ، لرجح علم
عمر ، ولقد كانوا يرون أنه ذهب بتسعة أعشار العلم . أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في الكبير
والحاكم . وقال
حذيفة - رضي الله عنه - : والله ما أعرف رجلا لا تأخذه في الله لومة لائم إلا
عمر .
وعلى كل حال فأمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بعد
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق الأعظم أفضل هذه الأمة ( ( من غير افترا ) ) أي من غير الكذب يقال فري يفري فريا وافترى يفتري افتراء أي كذب فهو افتعال منه ، وفي الآية الكريمة : (
ولا يأتين ببهتان يفترينه ) وفي الحديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026727من أفرى الفرى أن يري الرجل عينيه ما لم تريا " . فالفرى جمع فرية وهي الكذبة ، وأفرى أفعل منه للتفضيل ، وتقدم الكلام على ذلك في الكلام على الحوض عند قوله : ( عنه يذاد المفتري كما ورد ) ، ولما كان الحكم بأفضلية
أبي بكر ثم
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر الفاروق - رضي الله عنهما - بالنص والإجماع صرح بقوله : من غير افترا ؛ إشارة لرد قول
الخطابية الزاعمين بأن
عمر - رضي الله عنه - أفضل الخلفاء ، وهذا الزعم بالنسبة
للصديق زور وافتراء وكذب وضلال من زاعميه ، نعم بالنسبة إلى من بعد الصديق حق لا مرية فيه ، وكذلك فيه إشارة إلى رد قول
الراوندية في زعمهم أن أفضل الصحابة
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - ، والرد على
الشيعة في زعمهم أن أفضلهم
علي - رضي الله عنه - كما يأتي الكلام عليه قريبا .
وقد أخرج
الحاكم في الكنى ،
nindex.php?page=showalam&ids=13357وابن عدي في الكامل ،
والخطيب في تاريخه عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026949أبو بكر وعمر خير الأولين والآخرين ، وخير أهل السماوات ، وخير أهل الأرض إلا النبيين والمرسلين " . وأخرج
الترمذي عن
أبي سعيد [ ص: 323 ] الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026950ما من نبي إلا وله وزيران من أهل السماء ، ووزيران من أهل الأرض ، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل ، وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر " . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي عن
علي - رضي الله عنه -
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عنه أيضا ، وعن
أبي جحيفة - رضي الله عنه -
وأبو يعلى في مسنده ،
والضياء في المختارة عن
أنس ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني في الأوسط عن
جابر ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري - رضي الله عنهم أجمعين - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026951هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين " . - يعني
أبا بكر وعمر رضي الله عنهما - . وفي الباب عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر - رضي الله عنهم - .
وهاجر
عمر - رضي الله عنه - إلى
المدينة جهرا وذلك أنه تقلد سيفه وأخذ بيده أسهما ، وأتى
الكعبة وأشراف
قريش بفنائها ، فطاف سبعا ثم صلى ركعتين عند المقام ، ثم أتى حلقهم واحدة واحدة ، فقال : شاهت الوجوه من أراد تثكله أمه ، وييتم ولده ، وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي . فما تبعه منهم أحد . وشدة عمر وشجاعته لا تخفى حتى أنه وصف في التوراة بأنه قرن من حديد ، شهد المشاهد كلها ، وكان شديدا على الكفار والمنافقين .
ومناقبه كثيرة وفضائله شهيرة ، وقد وافق ربه في عدة أحكام مأثورة وموافقات في الآيات القرآنية مخبورة .
ولي الخلافة بعهد من خليفة رسول الله الصديق الأكبر
أبي بكر - رضي الله عنه - يوم توفي ، وذلك يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة فقام بالأمر أتم قيام ، وكثرت الفتوحات في أيامه : ففي سنة أربع عشرة فتحت
دمشق بين الصلح والعنوة ،
وحمص وبعلبك صلحا ،
وأيلة عنوة وفيها جمع الناس على صلاة التراويح ، وفي الخامسة عشرة فتحت
الأردن عنوة ، إلا
طبرية فإنها فتحت صلحا ، وفيها كانت وقعة
اليرموك والقادسية ، وفيها حاصر
عمرو مصر ومصر
سعد الكوفة ، وفيها فرض
عمر الفروض ودون الدواوين وأعطى العطايا .
وفي السادسة عشرة فتحت
الأهواز والمدائن ، وأقام بها
سعد الجمعة في إيوان كسرى وهي أول جمعة جمعت
بالعراق ، وفيها كانت وقعة
جلولا وهرمز ويزدجرد بن كسرى [ ص: 324 ] وتقهقر إلى الري وفيها فتحت تكريت ، وفيها سار بنفسه - رضي الله عنه - ففتح
بيت المقدس صلحا وخطب بالجابية خطبته المشهورة ، وفيها فتحت
قنسرين عنوة ،
وحلب وأنطاكية ومنبج صلحا ، وفيها كتب التاريخ في ربيع الأول من الهجرة بمشورة
علي - رضي الله عنه - .
وفي السابعة عشرة زاد
عمر - رضي الله عنه - في
المسجد النبوي ، وفيها كان القحط
بالحجاز فسمي عام الرمادة ، واستسقى
عمر بالعباس فأخذ
عمر - رضي الله عنه - بيد
العباس - رضي الله عنه - ثم رفعها ، فقال : اللهم إنا نستشفع إليك بعم نبيك - صلى الله عليه وسلم - أن تذهب عنا المحل وأن تسقينا الغيث ، فلم يبرحوا حتى سقوا فأطبقت السماء عليهم أياما .
وفي الثامنة عشرة فتحت
جنديسابور صلحا
وحلوان عنوة ، وفيها وقع طاعون
عمواس ، وفيها فتحت
الرهاء وشميساط وحران ونصيبين وطائفة من
الجزيرة عنوة ، وكذا
الموصل ونواحيها .
وفي سنة تسع عشرة فتحت
قيسارية ، وفي سنة عشرين فتحت
مصر عنوة وقيل صلحا ،
وإسكندرية عنوة ،
والمغرب كله عنوة ، وفيها فتحت
تستر ، وفيها هلك
قيصر ملك
الروم ، وفيها أجلى
عمر اليهود عن
خيبر وعن
نجران وقسم
خيبر ووادي القرى ، وفي سنة إحدى وعشرين فتحت
نهاوند عنوة ولم يكن للأعاجم بعدها جماعة ، وفي سنة اثنتين وعشرين فتحت
كرمان وسجستان ومكران من
بلاد الجبل وأصبهان ونواحيها . وفي آخرها كانت وفاة أمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وذلك بعد رجوعه من الحج .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب : لما نفر
عمر من
منى أناخ
بالأبطح ، ثم استلقى ورفع يديه إلى السماء ، وقال : اللهم كبرت سني ، وضعفت قوتي ، وانتشرت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط ، فما انسلخ ذو الحجة حتى قتل شهيدا ، وكان قال له
nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب الأحبار : إني أجدك في الكتاب الأول تقتل شهيدا فقال : وأنى لي بالشهادة في
جزيرة العرب ؟ ثم قال
عمر - رضي الله عنه - : اللهم ارزقني شهادة في سبيلك ، واجعل موتي في بلد نبيك ، وكان قد قال في خطبته : رأيت كأن ديكا نقرني نقرة أو نقرتين ، وإني لأراه حضور أجلي ، وإن قوما يأمروني أن أستخلف ، وإن الله لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته ، فإن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله - صلى الله
[ ص: 325 ] عليه وسلم - وهو عنهم راض . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : كان
عمر - رضي الله عنه - لا يأذن لكافر قد احتلم في دخول
المدينة ، حتى كتب
nindex.php?page=showalam&ids=19المغيرة بن شعبة وهو على
الكوفة يذكر له غلاما عنده صنائع يستأذنه أن يدخل
المدينة ، ويقول : إن عنده أعمالا كثيرة فيها منافع للناس ، وأنه حداد ونقاش ونجار ، فأذن له أن يرسله إلى
المدينة ، وضرب عليه
المغيرة مائة درهم في كل شهر ، فجاء إلى
عمر يشتكي شدة الخراج ، فقال له : ما خراجك بكثير . فانصرف ساخطا ، ثم قال له
عمر - رضي الله عنه - : ألم أخبر أنك تقول : لو أشاء لصنعت رحى تطحن بالريح ؟ فالتفت إلى
عمر عابسا وقال : لأضعن لك رحى يتحدث الناس بها ، فلما ولى قال لأصحابه : أوعدني العبد وهو أبو لؤلؤة ، ثم إنه الخبيث اشتمل على خنجر ذي رأسين نصابه في وسطه ، فكمن في زاوية من زوايا المسجد في الغلس ، فلم يزل هناك حتى خرج
عمر يوقظ الناس للصلاة ، فلما دنا منه طعنه ثلاث طعنات ، كما أخرجه الحاكم ، وطعن معه اثني عشر رجلا مات منهم ستة ، فألقى عليه رجل من أهل
العراق ثوبا فلما اغتم فيه قتل نفسه . قال
أبو رافع : كان أبو لؤلؤة عبدا
للمغيرة يصنع الأرحاء ، وحمل
عمر - رضي الله عنه - إلى أهله وكادت تطلع الشمس ، فصلى
nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - بالناس بأقصر سورتين ، وأتي
عمر بنبيذ فشربه فخرج من جرحه فلم يتبين ، فسقوه لبنا فخرج ثانيا ، فقالوا : لا بأس عليك . فقال : إن يكن في القتل بأس فقد قتلت . فجعل الناس يثنون عليه ويقولون كنت وكنت ، فقال : أما والله وددت أني خرجت منها كفافا لا علي ولا لي ، وأن صحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلمت لي ، فأثنى عليه
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس فقال : لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به من هول المطلع ، وقد جعلتها شورى في
عثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد ، وأجلهم ثلاثة أيام ، وقال : يشهد
عبد الله بن عمر معهم وليس له من الأمر شيء ، فإن أصابت الإمرة
سعدا فهو ذاك ، وإلا فليستعن به أيكم ما أمر ، فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة ، وأمر
صهيبا أن يصلي بالناس . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - : كان
أبو لؤلؤة مجوسيا وكان اسمه
فيروز . وقال
عمر - رضي الله عنه - : الحمد لله الذي جعل منيتي بيد رجل لا يدعي الإسلام . وكانت إصابته يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة سنة
[ ص: 326 ] ثلاث وعشرين ، ودفن يوم الأحد ، وصح أن الشمس كسفت يوم موته وناحت الجن عليه . ثم قال
عمر - رضي الله عنه - لابنه
عبد الله - رضي الله عنه - : انظر ما علي من الدين ، فحسبوه فوجدوه ثلاثين ألفا أو نحوها ، فقال : إن وفى مال
آل عمر أده من أموالهم ، وإلا فاسأل في
بني عدي ، فإن لم تف أموالهم فاسأل في
قريش ، واذهب إلى أم المؤمنين
عائشة وقل : يستأذن
عمر أن يدفن عند صاحبيه ، فذهب إليها فقالت : كنت أريده - تعني المكان - لنفسي ، والله لأوثرنه اليوم على نفسي ، فأتى
عبد الله فقال : قد أذنت . فحمد الله تعالى ، ثم قال - رضي الله عنه - : أوصي الخليفة من بعدي بتقوى الله تعالى ، وأوصيه
بالمهاجرين والأنصار ، وأوصيه بالأمصار خيرا ، فلما توفي - رضي الله عنه - صلى عليه
صهيب في المسجد ، وخرج الناس يمشون
وعبد الله أمامهم ، فسلم
عبد الله وقال
عمر يستأذن ، فقالت
عائشة - رضي الله عنها - : أدخلوه . فأدخل فوضع هناك مع صاحبيه . رضي الله عن
أبي بكر وعمر ، وصلوات الله وسلامه على رسوله وحبيبه
محمد - صلى الله عليه وسلم - .
روي لأمير المؤمنين من الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسمائة وسبعة وثلاثون حديثا ، أخرج له في الصحيحين منها أحد وثمانون ، اتفقا على ستة وعشرين ، وانفرد
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بأربعة وثلاثين ،
ومسلم بأحد وعشرين .