( الرابع ) سئل الإمام
أبو زرعة الولي العراقي عمن
اعتقد في الخلفاء الأربعة الأفضلية على الترتيب المعلوم ولكن يحب أحدهم أكثر هل يأثم أو لا ؟ فأجاب بأن المحبة قد تكون لأمر ديني وقد تكون لأمر دنيوي ، فالمحبة الدينية لازمة للأفضلية فمن كان أفضل كانت محبتنا الدينية له أكثر ، فمتى اعتقدنا في واحد منهم أنه أفضل ثم أحببنا غيره من جهة الدين أكثر كان تناقضا ، نعم إن أحببنا غير الأفضل أكثر من محبة الأفضل لأمر دنيوي كقرابة وإحسان ونحوه فلا تناقض في ذلك ولا امتناع ، فمن اعترف بأن أفضل هذه الأمة بعد نبيها
أبو بكر ثم
عمر ثم
عثمان ثم
علي ، لكنه أحب
عليا أكثر من
أبي بكر مثلا فإن كانت المحبة المذكورة محبة دينية فلا معنى لذلك ، إذ المحبة الدينية لازمة للأفضلية كما قررنا وهذا لم يعترف بأفضلية
أبي بكر إلا بلسانه ، وأما بقلبه فهو مفضل
لعلي لكونه أحبه محبة دينية زائدة على محبة
أبي بكر وهذا لا يجوز ، وإن كانت المحبة المذكورة محبة
[ ص: 357 ] دنيوية لكونه من ذرية
علي أو لغير ذلك من المعاني فلا امتناع فيه . انتهى .
وعلى كل حال المحبة الدينية لازمة للأفضلية على حسب زيادتها ونقصها وبالله التوفيق .