( تنبيهات ( ( الأول ) ظاهر كلام علمائنا أن
أفضل الصحابة بعد العشرة أهل بدر من
المهاجرين ، ثم
الأنصار على قدر الهجرة أولا فأولا ، ثم سائر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولهم رتب ، وهذا الذي قدمه
ابن حمدان في نهاية المبتدئين ، ثم ذكر أن
أمة محمد خير الأمم ، وأفضلهم القرن الذي صحبوه وشاهدوه وآمنوا به وصدقوه ونصروه ، وأفضل القرن الذي صحبوه أربع عشرة مائة الذين بايعوا بيعة الرضوان ، وأفضلهم
أهل بدر الذين نصروه ، وأفضلهم أربعون في الدار كنفوه - يعني السابقين الأولين - ، وأفضلهم عشرة عزروه ووقروه ، وشهد لهم بالجنة ومات وهو عنهم راض ،
وأفضل هؤلاء العشرة الخلفاء الأربعة ، وأفضلهم
أبو بكر ثم
عمر ثم
عثمان ثم
علي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، وهذا
[ ص: 372 ] موافق لما حررنا من تقديم
أهل البيعة على
أهل غزوة أحد ، فالتحقيق أن
أهل بيعة الرضوان يلون أهل بدر في الأفضلية ، لما قدمنا من النصوص ، ولأن الله تعالى قال في
أهل بيعة الرضوان : (
لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ) ، وقال في
أهل غزوة أحد : (
إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم ) ، وفي الآية الأخرى : (
ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم ) فوصفهم في الموضعين بالعفو ، ووصف
أهل البيعة بالرضى ، وهو أعلى وأسنى وأفضل من العفو ، وهذا ظاهر ، والله تعالى أعلم .