( الثاني ) المراد بالسابقين الأولين الذين أنفقوا قبل الفتح وقاتلوا ،
والمراد بالفتح أمر
الحديبية ، قال تعالى : (
لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا ) قال
شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى المصرية : المراد بالفتح فتح
الحديبية لما بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه تحت الشجرة ، وكان الذين بايعوه أكثر من ألف وأربعمائة ، وهم الذين فتحوا خيبر ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1027007لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة " . وسورة الفتح أنزلها الله تعالى قبل فتح
مكة ، وكانت البيعة تحت الشجرة سنة ست من الهجرة كما تقدم ، وبذلك الصلح الذي كان بينه - صلى الله عليه وسلم - وبين المشركين في
الحديبية حصل الفتح والخير الكثير الذي لا يعلمه إلا الله تعالى ، مع كونه قد كرهه خلق من المسلمين ولم يعلموا ما فيه من حسن العاقبة ، ثم فتح الله تعالى على نبيه وعباده المسلمين
مكة في شهر رمضان من العام الثامن ، وكان قد أنزل في سورة الفتح : (
لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين ) إلى قوله : (
فجعل من دون ذلك فتحا قريبا ) .