لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
( الرابع ) قال بعض المحققين للولي أربعة شروط : ( أحدها ) أن يكون عارفا بأصول الدين حتى يفرق بين الخلق والخالق ، وبين النبي والمتنبي . ( الثاني ) أن يكون عالما بأحكام الشريعة نقلا وفهما ، ليكتفي بنظره عن التقليد في الأحكام الشرعية كما اكتفى عن ذلك في أصول التوحيد ، فلو أذهب الله تعالى علماء أهل الأرض لوجد عنده ما كان عندهم ولأقام قواعد الإسلام من أولها إلى آخرها ، ( قلت ) وهذا غير معتبر ولا مشترط في مطلق الولي من غير تردد ، نعم يعتبر هذا في المجتهد دون مطلق الولي ، والله أعلم . ( الثالث ) أن يتخلق بالأخلاق المحمودة التي دل عليها الشرع والعقل من الورع عن المحرمات ، بل والمكروهات وامتثال المأمورات وإخلاص العمل وحسن المتابعة والاقتداء . ( الرابع ) أن يلازمه الخوف أبدا ، واحتقار النفس سرمدا ، وأن ينظر إلى الخلق بعين الرحمة والنصيحة ، وأن يبذل جهده في مراقبة محاسن الشريعة ، ومطالعة عيوب النفس وآفاتها ، والخوف بملاحظة السابقة والخاتمة ، ويجمع ذلك كله ويزيد عليه قوله تعالى : ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ) والله تعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية