الفرقة الرابعة
المرجئة
لقبوا بذلك ; لأنهم يرجئون العمل عن النية والاعتقاد ، أي يؤخرونه ، أو لأنهم يقولون لا يضر مع الإيمان معصية ، كما لا تنفع مع الكفر طاعة ، وهم خمس فرق :
( الأولى ) : اليونسية ، قالوا : الإيمان المعرفة بالله ، والخضوع له ، والمحبة ، ولا يضر معها ترك الطاعات ، وإبليس كان عارفا بالله ، وإنما كفر باستكباره .
( الثانية ) : العبيدية أصحاب
عبيد المكتب ، رأوا أن علم الله لم يزل شيئا غيره ، وأنه على صورة الإنسان .
( الثالثة ) : الغسانية أصحاب
غسان الكوفي ، قالوا : الإيمان هو المعرفة بالله ورسوله ، وبما جاء من عندهما إجمالا ، وهو لا يزيد ولا ينقص . وعنوا بالإجمال جواز أن يقال : إنه - تعالى - قد فرض الحج ، ولا أدري أين
الكعبة ، لعلها في غير
مكة ، أو يقال بعث
محمدا ، ولا أدري هو الذي
بالمدينة أم لا .
( الرابعة ) : الثوبانية هم أصحاب
ثوبان المرجئ ، قالوا : الإيمان هو المعرفة والإقرار بالله وبرسله ، وما لا يجوز في العقل أن يفعله ، ولو عفا عن عاص ، لعفا عن كل من هو مثله ، وكذا لو أخرج واحدا من النار ، ولم يجزموا بخروج المؤمن من النار .
( الخامسة ) : التومنية ، وهم أصحاب
أبي معاذ التومني ، قالوا : الإيمان المعرفة والتصديق ، والمحبة والإخلاص والإقرار ، وترك بعضه كفر ، وليس بعضه
[ ص: 90 ] إيمانا ، وكل معصية يجمع على أنها كفر ، يقال لمرتكبها فسق وعصى ، لا فاسق ولا عاص ، ومن قتل نبيا أو لطمه فقد كفر ; لأنه دليل تكذيبه . هذه هي
المرجئة الخالصة ، ومنهم من جمع بين الإرجاء والقدر ،
كمحمد بن شبيب ،
وغيلان الدمشقي خال الأوزاعي . أول من تكلم في القدر
nindex.php?page=showalam&ids=17115معبد الجهني ، ثم
غيلان .
( السادسة ) : النجارية ، وهم أصحاب
محمد بن الحسين النجار ، وافقوا
أهل السنة في خلق الأفعال ، وأن الاستطاعة مع الفعل ، والعبد مكتسب ، ووافقوا
المعتزلة في نفي الصفات وحدوث الكلام ، وفرقهم ثلاث : ( البرغوثية ) ، قالوا : كلام الله إذا قرئ عرض ، وإذا كتب جسم ، ( والزعفرانية ) قالوا : كلام الله غيره ، وكل ما هو غيره مخلوق ، ومن قال كلام الله مخلوق ، فقد كفر ، ( والمستدركة ) ، استدركوا عليهم ، وقالوا : إنه مخلوق مطلقا ، لكنا وافقنا السنة والإجماع في نفيه ، وقالوا : أقوال مخالفينا كذب ، حتى قولهم لا إله إلا الله .