السادسة
المشبهة
الذين شبهوا الله بمخلوقاته ، وقد اختلفوا في طرق التشبيه ، ( فمنهم ) مشبهة غلاة
الشيعة كما تقدم ، ومنهم مشبهة
الحشوية ، قالوا : هو - تعالى - من لحم ودم ، وله أعضاء حتى قال بعضهم لأصحابه ( لما سألوه ) أعفوني من اللحية والفرج ، وسلوني عما وراءهما ، ( ومنهم ) مشبهة
الكرامية أصحاب
أبي عبد الله محمد بن كرام ، قالوا : إن الله على العرش من جهة العلو ، وتجوز عليه الحركة والنزول ، فقيل : يملأ العرش ، واختلفوا أببعد متناه أو غيره ؟ ( ومنهم ) من أطلق عليه لفظ الجسم .
وفى القاموس :
nindex.php?page=showalam&ids=17017ومحمد بن كرام كشداد إمام
الكرامية ، القائل بأن معبوده مستقر على العرش ، وأنه جوهر ، تعالى عن ذلك . انتهى . فسماه
محمدا ، والمعروف أنه
عبد الله بن كرام . نعم ، الأستاذ
أبو بكر محمد بن إسحاق بن حمشاد كان زعيم أصحاب
عبد الله بن كرام ، وكان في دولة يمين الدولة وأمين الملة
nindex.php?page=showalam&ids=14503محمود بن سبكتكين كبير القدر ، عالي الذكر . قالوا : وتحل الحوادث في ذاته - تعالى - وإنما يقدر عليها دون الخارجة عن ذاته . ويجب عندهم أن يكون أول خلقه حيا يصح منه
[ ص: 92 ] الاستدلال ، والنبوة والرسالة صفتان سوى الوحي والمعجزة والعصمة ، وصاحبها رسول ، ويجب على الله إرساله لا غير ، فهو حينئذ مرسل ، وكل مرسل رسول بلا عكس ، ويجوز عزله دون الرسول ، وجوزوا إمامين
كعلي ومعاوية ، إلا أن إمامة
علي وفق السنة بخلاف
معاوية ، لكن تجب طاعة رعيته له ، والإيمان قول الذر في الأزل " بلى " ، وهو باق في الكل إلا المرتدين . ولا يخفى ما في عد هذه الفرق من التداخل ، والمشهور أن أصول الفرق الضالة سبعة " أولها
المعتزلة 22 ، ثم
الشيعة 22 ،
فالخوارج 12 ،
فالمرجئة 5 ،
فالنجارية 3 ،
الجبرية 1 ،
المشبهة 3 .