( الصفة الخامسة ) : ما أشار إليها بقوله ( إرادة ) بإسقاط حرف العطف على ما مر ، أي ويجب له - تعالى -
صفة الإرادة ، ويرادفها المشيئة ، وهما عبارتان عن صفة في الحي ، توجب تخصيص أحد المقدورين في أحد الأوقات بالوقوع مع استواء نسبة القدرة إلى الكل ، قال علماء الكلام : نسبة الضدين إلى القدرة سواء ، إذ كما يمكن أن يقع بقدرته - تعالى - أحد الضدين ، يمكن أن يقع به الضد الآخر ، ونسبة كل منهما إلى الأوقات سواء ، إذ كما يمكن أن يقع في وقته الذي وقع فيه ، يمكن أن يقع قبله أو بعده ، فلا بد من مخصص يرجح أحدهما على الآخر ، ويعين له وقتا دون سائر الأوقات ، وهذا المخصص هو الإرادة ، وهي واحدة قديمة أزلية باقية ، إذ لو كانت حادثة ، لزم كونه محلا للحوادث ، وأيضا لا حاجة إلى إرادة أخرى ، وهي شاملة لجميع الكائنات ; لأنه - تعالى - موجد لكل ما يوجد من الممكنات ، ولأنه - تعالى - فاعل بالاختيار ، فيكون مريدا لها ; لأن الإيجاد بالاختيار يستلزم إرادة الفاعل . ويأتي تتمة الكلام عند ذكر متعلق القدرة والإرادة إن شاء الله ، تعالى .