تنبيهان .
( ( الأول ) )
التعلقات الثانية للقدرة والإرادة يعني التنجيزية مترتبة ، فتعلق القدرة تابع لتعلق الإرادة وتعلق الإرادة تابع لتعلق العلم ، فلا يوجد أو يعدم سبحانه من الممكنات عندنا إلا ما أراد إيجاده وإعدامه منه ولا يريد إلا ما
[ ص: 156 ] علم ، فما علم منها أنه يكون أراده ، وما علم أنه لا يكون لم يرده ، وقالت
المعتزلة : الإرادة تابعة للأمر لا للعلم فلا يريد عندهم إلا ما أمر به من الإيمان والطاعة سواء وقع ذلك أم لا . فعندنا إيمان
أبي جهل مأمور به غير مراد له تعالى لعلمه سبحانه عدم وقوعه ، وكفر أبي لهب منهي عنه وهو واقع بإرادة الله تعالى وقدرته ، وعند
المعتزلة إيمانه مراد له مأمور به ، وكفره غير مراد له لنهيه عنه .