لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
( ( الرابعة ) ) زعمت أنه تعالى لا يعلم الشيء الغير المتناهي لأن كل معلوم متميز عند العالم عن غيره ، وتميز غير المتناهي لا يكون بأن يحيط به حد وغاية يكون الغير خارجا عنه ومتميزا ، وغير المتناهي لا يكون له حد وغاية وإلا يكون متناهيا .

والجواب أن المعقول ( ؟ ) كل واحد من غير تناه وهو متميز وما هو غير متميز إنما هو الكل من حيث هو غير متناه ، وهو لا يقدح في المطلوب لأن المطلوب علمه بغير المتناهي ، وهو حاصل عند العلم بكل واحد واحد .

" الخامسة " زعمت أنه تعالى لا يعلم الأشياء كلها ، وقالت : وإلا لزم من علمه بشيء علمه بالعلم بذلك الشيء ، وهلم جرا ، فيلزم التسلسل ، والجواب أن هذا التسلسل في الإضافات والنسب ، وهو غير محال ، وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية